فاطمة المتحمي
جميعنا نتفاجأ أحياناً بمحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي لم نبحث عنه. ما لسبب؟
السبب أن وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر أرضاً خصبة للهندسة الاجتماعية. فتُستخدم هذه المنصات لتوصيل الرسائل بطريقة جذابة ومؤثّرة، مما يسهل الوصول إلى جمهور واسع.
حسناً، ما مفهوم الهندسة الاجتماعية؟
الهندسة الاجتماعية من المفاهيم المعقدة والمثيرة للاهتمام التي تتداخل مع عدة مجالات، بدءًا من علم النفس السلوكي وصولاً إلى تقنية المعلومات. إنها فن استخدام التفاعل البشري لتحقيق أهداف معينة، وتُستخدم في سياقات متعددة، كاستخدام إستراتيجيات نفسية معينة للتأثير على سلوك الأفراد أو المجتمعات.
في هذه المقالة، سنستعرض مفهوم الهندسة الاجتماعية وكيف يمكن استغلاله في هذه المنصات للوصول إلى شريحة أكبر من المستخدمين.
علمياً تُعرف الهندسة الاجتماعية بأنها عملية استغلال الجوانب النفسية للبشر للتأثير على سلوكهم. هذه العمليات تشمل استخدام التلاعب العاطفي، وتقديم المعلومات بشكل إستراتيجي، وبناء الثقة. تُستخدم الهندسة الاجتماعية في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن السيبراني، التسويق، تغيير ثقافة مجتمع، نشر مفاهيم مُعينة، وحتى السياسة. تُستخدم الهندسة الاجتماعية لتوصيل بعض الرسائل وتمرير بعض المفاهيم بطريقة جذابة ومؤثِّرة من خلال إنشاء محتوى مثير وجذاب لتقديم المعلومات بطريقة مثيرة. هذا النوع من المحتوى يزيد من تفاعل المستخدمين. يحدث هذا من خلال استهداف الجمهور المناسب بناءً على تحليل البيانات الديموغرافية والنفسية وفهم اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم لتحديد الفئات المستهدفة بشكل دقيق. لأن استهداف الجمهور المناسب يساعد في تعزيز فعالية وصول المحتوى، ويزيد من احتمال تفاعل المستخدمين معها. لا ننسى أيضاً فكرة التعاون مع مؤثّري وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى جمهور أكبر.
وفي ظل النمو المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الهندسة الاجتماعية أداة حيوية في الحملات التسويقية والإعلامية كما سهلت سهولة استهداف الجمهور لتقديم محتوى يجذب انتباههم وبناء الثقة معهم من خلال تقديم محتوى ذي قيمة عالية لتعزّز من مصداقية العلامة التجارية ليزيد التفاعل ويسهل مشاركة وانتشار الحملة بين المستخدمين.
على الرغم من فوائد الهندسة الاجتماعية، إلا أن هناك مخاطر مثل أن تُستخدم هذه الإستراتيجيات في التضليل ونشر المعلومات الخاطئة وذلك لعدم وجود قانون عالمي يحدد كيفية استخدام الهندسة الاجتماعية بناءً على معايير أخلاقية. ومن أبرز الاستخدامات الخاطئة للهندسة الاجتماعية نشر الأخبار الكاذبة أو المحتوى المثير للجدل لإثارة المشاعر وجذب التفاعلات. الضرر والإساءة لدولة ما وثقافتها. انتحال الشخصية عن طريق إنشاء حسابات مزيفة والتظاهر بأنهم أشخاص حقيقيون لجذب الانتباه وجمع المعلومات. تُستخدم الهندسة الاجتماعية لتنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي، حيث يتم إرسال رسائل تتظاهر بأنها من جهات موثوقة، مثل البنوك أو الشركات، بهدف الحصول على معلومات شخصية أو بيانات الدخول. وللحماية من مخاطر والاستخدام غير الأخلاقي للهندسة الاجتماعية، على الأفراد اتباع بعض الإجراءات الاحترازية وتجنب مشاركة معلومات حساسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. التحقق من هوية ومصداقية أي حساب قبل التفاعل مع محتواه.
أخيراً، تظل الهندسة الاجتماعية أداة قوية في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، قادرة على تعزيز التواصل والتفاعل. ولأنها تمثِّل تحدياً كبيراً في عصرنا الرقمي، خاصةً مع تزايد عدد المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي. من المهم أخذ الاحتياطات اللازمة للحماية ورفع نسبة الوعي والمعرفة.