الرس - منصور الحمود / تصوير - سلطان محمد الحمود:
ضمَّ معرض الفن التشكيلي للفنان الأستاذ (محمد بن راشد المزيني) أكثر من مائة لوحة بمختلف أشكال الرسوم والخطوط طوال نصف قرن من الزمان منذ أن كان طالباً في المرحلة الابتدائية وحتى تم قبوله في معهد التربية الفنية بمدينة الرياض حيث حقق خلال دراسته التفوق في المواد العملية مع ثالث دفعات المعهد وحصل له بعثة خارج المملكة ونظراً لظروفه اعتذر وتعين مدرساً للتربية الفنية حتى تقاعده ليواصل عمله في رسم العديد من اللوحات في الفن التشكيلي والخط العربي والنحت ليكون من أبرز المعارض الفردية في محافظة الرس خاصة ومنطقة القصيم عامة وأكد الفنان التشكيلي المزيني أن المعرض متاح للزوار طوال العام حيث تعرض كافة اللوحات عن موضوعاتها ومناسباتها وتاريخها.
وتحدث لـ(الجزيرة) الفنان محمد المزيني عن بداياته الأولى وذكر أنها بدأت في المرحلة الابتدائية وقال: عشقت فيها هذا الفن وأنا في الصف الثاني برزت موهبتي بين الطلاب والغريب أن أول لوحة رسمتها صورة رجل ولكن نظراً للعادات والتقاليد وبدلاً من التشجيع عوقبت في رسم هذه اللوحة من مدرس الدين وضربني ضرباً شديداً بتعليقي في المشلة وتسمى في مناطق أخرى (الفلكة) ومن شدة الضرب صرت أحبوا حبواً ولا أستطيع المشي ولكنني استمررت في هذه المهنة والنهج بدافع وإصرار قوي حتى هذا اليوم..
وحول بداياته الفعلية.. قال: كانت عبارة عن لوحة بحجم كبير رسمته 1387 هجري وقتها كنت في معهد التربية الفنية وعشقت فيها كل أنواع الفنون التشكيلة..
من خلال مشاركاتي في العديد من المناسبات حصلت فيها على العديد من الشهادات التقديرية وخطابات الشكر والدروع والتي افتخر بها ولا زلت أحتفظ بها..
مشيراً إلى أن اللوحة التي نفتخر بها ولها صدى والتي تحكي الموقف البطولي لأهالي الرس أمام جيش إبراهيم باشا ورسمت هذه اللوحة التي تحكي حبي للوطن الغالي والنهضة التي نشهدها في أوجه التطور تحت هذه القيادة الحكيمة حفظها الله..
وحدثنا المزيني عن مسيرته، كنت مولعاً بالرحلات البرية وفي الفن التشكيلي، وقال: إن معرضي يضم حوالي مائة لوحة منوعة واثنى عشر مجسماً عملتها طول نصف قرن من الزمان وحبي لهذه الهواية جعلني أتواصل دون تعب أو ملل ودون توقف اكتسبت فيها خبرة منذ طفولتي وحتى هذا اليوم.
وعن تميزه في فن النحت بكل ألوانه وأشكاله قال ساعدني ذلك وسهل لي العمل توفيري لكافة الأدوات المساعدة التي وفرتها لكي تناسب كل عمل وكل لوحة حسب موضوعها الذي ترمز له اللوحة وأنا راضٍ تمام الرضا عن عملي وأتقبل النقد الذي أعتبره توجيها لي لمعالجة السلبيات..
وعن السنوات التي قضاها المزيني في محافظة أملج لمدة ست سنوات بسبب ظروف عمل زوجته في مجال التدريس..
وقال: وجدت في أهل أملج الطيبة والتواضع وحسن التعامل والكرم والترحيب وما زلت أتواصل معهم بعد عودتي إلى مسقط رأسي الرس وكانت أيام وجودي في أملج أياما جميلة تفرغت فيها بمزاولة هوايتي ورسم عدة لوحات عن بيئة وجمال محافظة أملج وبحرها الجميل ونقلت لوحاتي عن أملج لمعرضي بالرس وهي تحمل عندي أجمل الذكريات وبحول الله لن انقطع عن زياراتي لأملج لمحبتي لأهلها..
ذكر المزيني أن من ضمن معرضي لوحات أفتخر بها والتي رسمتها عن بعض الشخصيات ومن مسؤولي هذا الوطن وخدمتهم لهذا الكيان والتي بلغت أثنتى عشرة لوحة نالت الإعجاب وسلمت بعضها لأصحابها حسب طلبهم..
عن خطته المستقبلية لتطوير المعرض وتكبير المساحة لكي تبلغ مساحته 18 مترا في 37 متراً..
وذكر المزيني أن الكثير يطرح سؤالا عن افتتاح المعرض رسمياً علماً بأن المعرض جاهز ويستقبل الزوار يومياً.
وفي ختام حديثه لـ(الجزيرة) روى الفنان المزيني أحد المواقف التي ما زالت في ذاكرته قائلاً: حصل لي عام 1398هجري وكنت أنتظر وصول موجه التربية الفنية لافتتاح المعرض المدرسي وكان عندي حصة في الفصل بعيداً عن المعرض وفي اثناء ذلك دخل موجه الدين بغير وجودي وأزال بيده أي لوحة فيها صورة أرواح وبعد نهاية حصتي رجعت لمعرضي المدرسي وكأنه أصيب بزلزال وأبلغت مدير المدرسة بما حصل ثم رجعت وقمت بترتيبه من جديد وتمكنت من إتمامه قبل وصول موجه التربية الفنية.