عبد الله سليمان الطليان
التأويل والظن والتخمين، هذه الصفات مغروسة في داخل كل نفس بشرية على اختلاف تعلمها أو ثقافتها أو حتى البيئة التي تعيش فيها وبدرجات متفاوتة، ومع أن بعض هذه الصفات متقاربة ومتداخلة في المعنى وإن اختلف اللفظ، ونحن هنا سوف نأخذه في الكلام وطرحه والمقاصد منه الذي تخالج نفسه هذه الصفات.
لو أخذت صفة التأويل الذي هو إعطاء معنى لحدث أو قول أو نص لا يبدو المعنى واضحاً لأول وهلة، وكذلك تفسير الكلام وبيان معناه. الحقيقة تقول إننا نجد أنفسنا عاجزين عن فهم الكلام وتفسيره على وجه الدقة حتى لو بلغنا مرحلة متقدمة من الثقافة المختلفة، وسوف نقيس هذا على الجانب الديني لكي نوضح، يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ}، وهذا مختص بالقرآن الكريم، أما بقية الأحاديث أو الأقوال والأحداث التي تتداول بين الناس فهي محل خلاف ومرتبطة بالزمان والمكان.
نأتي بعد ذلك إلى الظن الذي له جوانب متعددة، ولا يقتصر على فئة معينة كما ذكرنا سابقاً، بل هو شامل لجميع الناس يحدث في مواقف مختلفة أقوال بينية أو حتى مسطرة في كتب، ولعل هناك من يقول إن التاريخ يقع أحياناً في هذه الصفة، الظن له بطبيعة اللفظ جانب سلبي أكثر وهذا بسبب أنه يخضع للشك والريبة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ)، حذّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه يحدث الفرقة والعدوان والتباغض، والمقصود هنا بأكذب الحديث هو حديث النفس البعيدة عن التيقن، في بعض الأحاديث التي تدور بين الناس وكذلك أحياناً فيما من يلقى محاضرة أو درس أو مسطر في كتب تجد عبارة على ما أظن أو ربما أو يحتمل ذلك أحياناً تستخدم هذه العبارات للهروب من الحقيقة أو الجهل أو الاستخفاف بالذي يسمع أو يطلع، والذي هو على درجة متواضعة من التعليم والثقافة.
يبقى أن التخمين من هذه الصفات أقل درجة في التأثير لدى الناس عندما يركز على المادة التي يتطلب معرفة وتحديد قيمة لبضاعة أو سلعه أو عقار، إما أن تكون خبيرة أو حتى غير ذلك، لا يحدث تخمينها في المجتمع ضغينة وعدواه وكره وتشتيت وفرقة لأنه في معناه مرتبط أكثر بأشياء مادية وليس له تأثير على النفس.