عبد العزيز الهدلق
هل سنشاهد زخم تعاقدات هذا الموسم يقوم به برنامج الاستقطاب مثلما فعل الموسم الماضي؟.
التوقعات المنطقية تشير إلى أن التعاقدات ستكون مقننة للغاية ومحدودة كذلك. فما قام به البرنامج الموسم الماضي كان أساسا ويجب على الأندية أن تبني عليه. حيث كانت التعاقدات مدروسة للغاية. وبالتالي لا يمكن إهمالها والعودة للمربع الأول، وانتظار تعاقدات مماثلة كماً ونوعاً.
فالخمسة اللاعبين الذين حصل عليهم كل فريق من برنامج الاستقطاب هم من صفوة نجوم العالم، وهم من اختيار إدارات الأندية. لذلك يجب على كل ناد أن يحافظ على ما لديه من لاعبين إلى نهاية عقودهم، ويمكن أن يضيف عليهم من خلال موارده الخاصة.
فبرنامج الاستقطاب هو جزء من المشروع الوطني للتطوير الرياضي، وضمن أهداف هذا المشروع الطموح الارتقاء بالمفاهيم والأساليب الإدارية في الأندية. والقضاء على المفاهيم والأساليب البالية السابقة التي كانت تعوق تطور الممارسة في إدارة الأندية الرياضية.
ومن تلك الأساليب كثرة تغيير المدربين واللاعبين الأجانب مع كل فترة. فعلاوة على أنها تشكل إهداراً للموارد، فهي لا تصنع تطوراً، وتجعل الأندية تدور في حلقة مفرغة، كل ذلك من أجل أن تبقى الإدارة بعيدة عن المحاسبة أو تحمل المسؤولية عند التعثر والإخفاق، حيث يتم تحميلها للمدرب الذي يتم إنهاء عقده، أو للاعبين الأجانب الذين يكون اختيارهم من الأساس خاطئا، فيكون التصحيح مكلفا مادياً، ويحمل النادي ديوناً، وأحياناً كثيرة تكون تبعات ذلك قضايا وشكاوى لدى الفيفا، ومحكمة الكاس، ثم عقوبات مالية، وتشويه لسمعة الرياضة السعودية.
لذلك، على جماهير الأندية التي تنتظر تعاقدات جديدة بالكم والكيف الذي حدث الموسم الماضي أن تستيقظ، حتى لا تنصدم. فبرنامج الاستقطاب ستكون تعاقداته محدودة جداً، وربما لن تتعدى لاعبا واحدا لكل فريق. وعلى كل إدارة ناد ترغب في المزيد أن تمول هي قيمة الصفقات من مواردها الخاصة.
زوايا
** الموسم الماضي وفي البطولة الآسيوية دفع الهلال ثمن خطأ التعاقد مع البرازيلي لودي، وإغفال جلب لاعب (9،5) أو (10) يعوض غياب نيمار، ويساند مبتروفيتش، ويحل محله إذا غاب لأي سبب. وهذا ما اتضح في البطولة عندما غاب ميتروفيتش للإصابة، فلم يجد المدرب البديل المناسب، فكان ذلك أحد أسباب الخروج. ومع بداية الموسم الجديد سيغيب نيمار ومالكوم لأكثر من شهر ونصف وسيواجه المدرب نقصاً وقصوراً كبيراً في خط المقدمة.
** اللاعبون الأجانب من مواليد 2003 الذين سوف تستقطبهم الأندية هذا الموسم سيشكلون تحدياً كبيراً لإدارات الأندية، فمن يستطيع النجاح في الاختيار والاستقطاب سيضيف لفريقه قوة لا يستهان بها، ومن يفشل فسيكون التعاقد عبئا وإهدارا ماليا.
** الضغوط الجماهيرية والإعلامية على وزارة الرياضة وبرنامج لاستقطاب لن يكون لها أي صدى للحصول على امتيازات خاصة، فالعمل الواضح والشفاف هو عنوان المرحلة، أما الضغوط فقد كانت من الأساليب الناجحة في مرحلة سابقة وانتهت للأبد.
** امتداد شعبية الهلال وجماهيريته في مختلف مناطق المملكة فرض على الإدارة الهلالية أن تتواجد خدماتها حيث تتواجد جماهير ناديها، فتم افتتاح أكاديميات كروية في أكثر من منطقة ومدينة وآخرها مدينة جدة، وكذلك افتتاح متاجر للنادي وآخرها أيضاً متجر الهلال بمدينة جدة.
** اللاعب المغربي عبدالرزاق حمد الله لا تقل إثارته الفنية داخل الملعب عن إثارته السلوكية داخل الملعب وخارجه، وكان نجماً وهدافاً للنصر حسم له دوري 2018، ولكنه أتعب الإدارة بالدفاع عن سلوكياته وانفلاتاته غير المنضبطة وحمايته من العقوبات، في حين كان نجماً وهدافاً مع الاتحاد وحسم له بطولة دوري 2022، وبانضباط أكبر، وقد عجل تواجد بنزيما برحيله، فماذا سيقدم في محطته السعودية الثالثة وهو يرتدي قميص التعاون ويدخل العام (34) من عمره؟.