خالد بن حمد المالك
قلنا وقال غيرنا إن الإرهاب ليس له دين، ولا مكان محدد، ولا ينتمي لجنس دون آخر، وهو بعيد كل البعد عن إلصاقه بفئة محددة من البشر، وأن أكبر خطأ حين يتهم به دين معين، أو قومية بذاتها، وما لم نبتعد عن هذه التصنيفات فنحن نفرغه من الأسباب، ونعفي من يقوم به من المسؤولية، ونحمي مرتكبيه من الملاحقة، ونشجع على تكراره.
* *
الإرهاب قد يرتكبه فرد أو جماعة، أودولة أو تنظيم، وتختلف أسباب حدوثه، ونوعه، وأهدافه، وحجمه، وتنظيمه، وإدانته، والتعامل معه، لكنه عمل دنيء، وغير مسؤول، وليس إنسانياً، وكل من يقوم به، أو يُموّله، أو يُشجعه، فهو مجرم، وقاتل، ويجب أن يحاسب، ويعاقب، ويشهر به، ويتعاون الجميع على مواجهته، لأنه شر غير مقبول، وتصرف أحمق، يرفضه العقلاء، ولا يقبل به من لديه وعي، وحس إنساني.
* *
كل دول العالم، وشعوبها، مسها هذا الشر، ونالها منه ما نالها، وما زالت تعاني منه، وما زال الأبرياء يتعرضون لايذائه، دون سبب، وبلا ضمير، ولا خوف لدى هذا الإرهابي أو ذاك، فقد أرخصوا دماءهم وألقوا بأنفسهم إلى التهلكة، وعبثوا بأمن الأبرياء، ولم يردعهم ما ينتظرهم من مصير، ومن عقاب حاسم.
* *
إسرائيل دولة إرهابية، تمارس القتل، وحرب الإبادة في قطاع غزة، ولا تكترث بالنداءات، ولا تخاف من العقاب، وتتهرب من المسؤولية، وتنكر ما تقوم به من جرائم، وهناك من يبرر لها أفعالها، ويُحسّن صورتها، وهؤلاء بهذا الموقف في حكم الشركاء في جرائم إسرائيل، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.
* *
وآخر عمل إرهابي هز العالم، وقتل 170 ضحية، ومئات الإصابات، ما حدث في ضواحي موسكو، فقد قتل وجرح أبرياء، كانوا يستمتعون في حفل موسيقي، فماتت أسر بكامل أفرادها، دون سبب، وقتل أطفال ونساء، من لا ناقة لهم ولا جمل في حروب أو قتال، ولا تفسير لما حدث إلا أنه الإرهاب الدولي المنظم.
* *
ومن المؤسف أن يسارع تنظيم داعش، ويعلن عن مسؤوليته لما حدث، مع أن التقارير الأولية تقول بغير ذلك، لكن داعش تريد أن تقول إنها موجودة، وبأنه لم يقض عليها، وأن يدها بإمكانها أن تصل لمن تريد، بلا حجة أو حقيقة، أو صحة ودليل، وهي بهذا تؤكد بأنها تنظيم إرهابي بامتياز، وأنها تنظيم مشوه وأحمق، وخارج سياق التنظيمات السلمية.
* *
مرة أخرى، وللتذكير، فإن دول العالم مجتمعة يجب أن تتعاون وتتكاتف لمحاربة الإرهاب، ومن يموله، ومن يؤيده، بدءاً بإسرائيل، وكل التنظيمات التي تقوم بما يُقوّض أمن الدول، وسلامة الشعوب، أياً كان من يقوم به من أفراد وجماعات وتنظيمات ودول.