أ.د.عثمان بن صالح العامر
أذكر جيداً أن موضوع تعرض الغطاء النباتي والاحتطاب الجائر ورمي المخالفات في أماكن التنزه والاستجمام كثيراً ما طرح ونوقش وتحدث عنه في إثنينية سمو أمير منطقة حائل التي أقطنها، وجزماً تمت مجاذبة الحديث حوله في مجالس رسمية وخاصة عديدة، سواء في العاصمة الرياض أو في باقي مناطق المملكة الثلاثة عشرة، وفي ذات الوقت كتب عنه أصحاب الاهتمام بسلامة البيئة ووجوب المحافظة عليها لما في ذلك من أثر مباشر على صحة الإنسان ونقاء الهواء وجمال الكون، ومع شعور شريحة عريضة في المجتمع السعودي بوجود مشكلة حقيقية تتكرر كل عام إلا أن جميع الحلول التي طرحت وتم تطبيقها لم تحقق الهدف المرتجي ولم تكن كافية لردع مقترفي الاحتطاب الجائر وإفساد روعة المكان الذي حباه الله بالخضرة وتنوع النباتات الطبيعية التي هي محل أنس وسعادة للإنسان. وظل الحال كذلك حتى جاءت مبادرة السعودية الخضراء التي تعكس الرؤية الحكيمة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء.
وتثميناً للجهود الوطنية المبذولة في هذا المسار، واحتفاءً بإنجازات الوطن النوعية التي شهد بها العالم أجمع، ومن أجل التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتسريعاً لوتيرة العمل الجاد لإيجاد بيئة مناخية أفضل، وتوحيداً للجهود المبذولة من قبل الجهات الرسمية وشرائح المجتمع المختلفة في هذا المجال الحياتي الهام، وحتى يتنسى التوعية بأهمية الاستدامة لهذه المبادرة النوعية المتميزة كانت الموافقة الكريمة من لدن مقام مجلس الوزراء برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الجلسة التي انعقدت الثلاثاء الماضي 22-3-2024م باعتبار السابع والعشرين من شهر مارس الجاري من كل عام يوماً وطنياً توعوياً بالسعودية الخضراء.
ومشاركة مني في فعاليات النسخة الأولى من يوم مبادرة السعودية الخضراء كان هذا المقال الذي يهيب بالجميع أن يكونوا أصدقاء للبيئة، وأن تكون علاقتنا مع غطائنا النباتي علاقة ودٍّ ومحبة، رعاية واهتمام، احترام وانسجام، فهو أمر رباني خالد، وسلوك إنساني راقٍ، ومسؤولية وطنية سامية، ندبنا لها ولاة أمرنا وحفزوا هممنا في أفعالهم وأقوالهم معاً لنكون مشاركين فعلياً في استدامة هذه المبادرة التاريخية المفصلية الهامة، ودمت عزيزاً ياوطني، وإلى لقاء والسلام.