د.نايف الحمد
يُجمع الوسط الرياضي بكافة أطيافه أن الكرة السعودية تعيش نهضة كبيرة وتقدم صورة مشرقة للعالم عن الوطن.. وفي سبيل الوصول لهذه الغاية تم تخصيص ميزانيات كبرى للمؤسسات الرياضية.. في المقابل وللأسف لا نرى اتحادنا السعودي يستثمر هذا الدعم على الوجه الأمثل؛ بل إنه يفاجئنا بين الحين والآخر ببعض القرارات التي من شأنها تفويت الفرصة على الأندية في الاضطلاع بواجباتها تجاه الوطن والجماهير الرياضية.
في هذا السياق لا أود أن يكون حديثي مرسلاً، وسأوجه بعض الأسئلة التي أتمنى أن أجد لها إجابات لدى الاتحاد السعودي أو لديكم ؛ فما أشاهده لا ينسجم مع التوجه العام والاستراتيجيات التي تقوم عليها فكرة النهوض بكرة القدم السعودية وتعزيز قيمة الوطن في عيون أبنائه وعيون الآخرين.
وسؤالي الأول حول بطولة السوبر وما الهدف من إقامتها نهاية شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر؟ ولماذا تم ضغط روزنامة الموسم وخاصة نادي الهلال المقبل على نصف نهائي دوري الأبطال؟. الكل يعرف ما قيمة تحقيق نادٍ سعودي للبطولة القارية، فهل ما سيتقاضاه الاتحاد من تسويق البطولة ونقلها للإمارات يساوي خسارتنا لدوري الأبطال! وهل ستقدم هذه الاستضافة شيئاً للسعودية!. ثم هل سيقوم الاتحاد السعودي بعد أن ورّط الهلال في هذا التوقيت بالعمل بالتنسيق مع الرابطة على إيجاد حل لرفع الضغط عن الفريق ومنحه الفرصة لخدمة الوطن؟ خاصة والنادي قد طلب اجتماعاً مع الرابطة ولديه بعض المقترحات التي لن تضر أحداً. والسؤال العريض: لماذا يدفع الهلال وأنصاره ضريبة نجاحاته من خلال قرارات مرتبكة تتخذ وسط معمعة البطولات المحلية والقارية؟. وما حدث للهلال العام الماضي ليس بعيداً عندما خسر النهائي الآسيوي بسبب سوء الجدولة وضغط المباريات.
لا أعتقد أن المسؤولين ومسيري الرياضة سيرضون بخسارة بطولة قارية في متناول اليد وتقديم الفريق السعودي كلقمة سائغة لخصومه ونحن ننشد اعتلاء هرم قمة الكرة الآسيوية والذهاب لما هو أبعد.
ثمة أمر آخر جدير بالاهتمام وهو ما حدث من عدم تمكن الجماهير السعودية من مشاهدة مباراة الفريق الوطني أمام طاجيكستان في الرياض بسبب عدم وجود حقوق بث للقنوات الفضائية السعودية وبيع هذه الحقوق لقنوات خارجية!
بصراحة لا يمكنني تصور أن السبب هو العائد المادي على الاتحاد من هذه الحقوق ولن أصدق هذا.. فاتحادات الدول صغيرها وكبيرها تحرص على بث مباريات فريقها الوطني لجمهورها؛ فما الذي يحدث يا اتحادنا الموقر!.
نقطة آخر السطر
- بعد أن استمعت لتصريحات بعض أعضاء مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية وقرأت مابين سطور تغريدة رئيس نادي الهلال الأستاذ/ فهد بن نافل بدا لي أن هذا التوثيق لن يتم كما يتوقع الشارع الرياضي؛ وأقول للمتفائلين (على رسلكم) فبعد أن تخفف اتحاد اللعبة من مسؤولياته تجاه توثيق البطولات وقذف بها على الأندية - وهي التي في غالبها لا تهتم بهذا التوثيق؛ وبعضها يعرقله - فلن نعلّي سقف طموحنا؛ فهذه اللجان ستقوم بتقديم سرد تاريخي لرياضة كرة القدم ولن تضع يدها على الجرح أو تلبي مطالب طالبي الحقيقة ومحاربي التدليس في سجل بطولات الأندية؛ وكان الأولى بهم تكليف اثنين أو ثلاثة من المؤرخين لكتابة هذا التاريخ دون الحاجة لكل هذا العناء واستنزاف الجهد والوقت والمال! رغم قناعتي أن توثيق البطولات لا يحتاج لكل هذا لمن أراد أن يصل للحقيقة بتجرد وبعيداً عن الأهواء.
- في كرة القدم السعودية يحدث العديد من الأخطاء، ليس لعدم الكفاءة، بل بسبب عدم الجرأة والشجاعة في اتخاذ القرار.