محمد لويفي الجهني
فاجأني ابني الصغير بقوله (أحبك قد البحر يا بابا) نطقها ببراءة الطفولة فأسعدتني وكأني أول مرة أسمعها وبعدها أخذني حال المقال لخيال أيقونة الحياة والبحث عن مفهوم الحب والذي هو الهوى والسعادة والطمأنينة والاستقرار للنفس وهو كذلك العشق والهيام والود والوجد والغرام. وهو الحب ولا غيره مهما اختلفت أسماؤه ومعانيه فنحن نحتاجه جميعاً بكل أسمائه وبروتوكولاته فلا غنى لنا عنه فالكل محتاج للحب فهو الشعور الخفي العجيب الذي لا مفر منه إلا إليه. فكلمة الحب لفظياً خفيفة على اللسان كبيرة المعنى هي حقاً كلمة عجيبة وغريبة ولها أثر قوي وعاجل.. فهي الدواء والشفاء وهرمون السعادة كلما ذكرناها رغبنا التزود من سماعها لتزيدنا شوقاً وسعادة وأملاً تتحرك من أجله النفوس وترفع من مكانتها.. فكم وكم من أشغلته الدنيا ومشاكلها فتصحرت بعض القلوب وقست فنسيت الكلمة لفظاً ونتيجة لذلك ظلمت وكشرت وضربت وقتلت وخاصمت وفجرت وحاربت ومرضت الأنفس وأصيبت بالأمراض الجسدية والنفسية والاجتماعية والعلاج والدواء لكل المشاكل والأمراض هو الحب.
فترديد كلمة الحب باستمرارية مستدامة مع نظرة ولمسة وهمسة تطيل في مراحل العمر الزمني فكلمة الحب لها تأثيرها الذي يفتح كل الأبواب فهي المفتاح الخفي وكلمة السر والسحر والحياة وسعادتها فهي لغة البدن والدواء لأمراض الجلد والبدن والروح والكسل والخمول فمن رددها وتعود على نطقها وطبقها على الكل وجد تغيراً كبيراً في الأنفس والأرواح المجندة..
فكلمة الحب نحتاجها للقضاء على الأمراض النفسية نحتاجها للقضاء على الحقد والحسد والغل نحتاجها في هذا الزمن فالإسلام دين الحب وبالحب ندخل جنة الدنيا والآخرة.. لذلك نحتاج ترديد كلمة الحب لفظياً فلقد أشغلتنا الحياة المادية ومشاكل الدنيا ومغرياتها ففقدنا قول الكلمة فكثرت مشاكلنا فكم وكم سمعنا من حكايات الحب وظلم الكلمة التي قيلت باللسان لا بالقلب وكم من قالها باللسان والجوارح فنجح ونال السعادة وكم من ظلم الحب وكلماته ومعانيه السامية فاستغله واستخدمه للإيقاع بالآخرين العطشى الذين يبحثون عن الحب فأغرتهم وجذبتهم الكلمة فحولت الكلمة إلى غير مسارها.
فبكلمة الحب كم من سقط في ظلمات الدنيا والآخرة. فكلام الحب ولفظه وسيرته وقصصه نحتاجها حتى تطمئن الأنفس وتتزن وتستقر وتشعر بالثقة والأمن والأمان فحب وبلّغ من أحببت أنك تحبه في الله، فالحب تعلق روح بروح ونفس بنفس دون النظر في جمال جسد أو حسن مظهر أو منصب وجاه والحب أعمى والمحب لمن يحب مطيع ومن حب رق ولطف وحسنت لغته ونفسيته ورسائله وصفاء قلبه وعمل واتزن ونجح وفاز في الدنيا والآخرة فحبوا تسعدوا في الدارين ورددوا الكلمة لفظياً لا تبخلوا بها فأشد أنواع البخل عدم قول كلمة أحبك هذا الشعور الجميل لكل الناس فالدنيا عمل وحب فحب لأخيك ما تحب لنفسك وحب وحب حتى يطول عمرك فكلمة الحب البلسم والتحصين من الأمراض فحبوا بصدق وفي الله ولله.