إيمان الدبيّان
اختتم في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك على أرض منبع الرسالة المحمدية وخاتمة الرسالات السماوية مكة المكرمة، اختتم مؤتمر (بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ذلك المؤتمر الذي جمع بين قدسية المكان وشرف الزمان والهادف إلى تقريب الرؤى بين بني الإنسان وإن اختلفت المذاهب فهي تجتمع على توحيد الخالق الرحمن.
إن الاختلاف بين البشر سنة من سنن الله في الكون وله آدابه ومبادئه ولغته وحواره بوسطية واعتدال وتقدير للآخر بلا إقلال.
نحن المسلمين نوحد الله ربنا، ونتجه لمكان واحد في قبلتنا، ونتبع محمداً -صلى الله عليه وسلم- نبينا، فإن كان هناك اختلاف فقهي أو رأي مذهبي يجب أن يكون في دائرة الوسطية بلا غلو ولا طوائف حزبية، فتلك الطوائف والتحزبات تفتح الفرقة على الأمة الإسلامية من كل الجهات، وتجعل أبناءها في تأخر وشتات، وتكون معبراً سهلاً لأعداء الإسلام لينفثوا سمومهم ويصيبوا المسلمين في وحدة صفوفهم.
إن هذا المؤتمر يحتاجه المسلمون اليوم ليتحدوا ولا يتفرقوا في عصر أصبح فيه الإسلام مستهدفاً بسبب معتقدات وتوجهات بعض المنتسبين للإسلام تحت مسميات طائفية وتجمعات ذات توجهات حزبية.
اختتم المؤتمر وصدرت عنه وثيقة مهمة لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، شملت 28 بنداً تدور في مجملها حول التسامح والاجتماع بين المذاهب كافة، كما تعهد الحضور بالوفاء بمضامين هذه الوثيقة، والعمل على ترسيخها في مجامعهم العلمية، ومجتمعاتهم الوطنية، بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين الدولية، ويَدْعُون الجهات والأفراد إلى العمل بها.
وقد رُكز في الوثيقة التي صدرت في البيان الختامي للمؤتمر على دور التعليم والإعلام والأسرة وتحديداً المرأة في بناء جسور التواصل بين المذاهب الإسلامية؛ لذلك يجب علينا جميعاً أن نخلق جيلاً متصالحاً متسامحاً متعايشاً ومتطلعاً طامحاً إلى مستقبل أمة إسلامية متماسكة متحدة من خلال المؤسسات التعليمية وعلى صفحات الكُتّاب الورقية والإلكترونية وداخل المجتمعات الأسرية بعيداً عن التعصبات الرجعية أو الترسبات التاريخية لتضييق مساحة الاختلاف ومد جسور الائتلاف.