د. محمد عبدالله الخازم
تم قبل فترة قصيرة استقبال أول نزيلة بضيافة أهل الكرم «إكرام» بمشاعر مختلطة، فهناك الفرح والبهجة بالإنجاز وتحقق الحلم. حلم اكتمال منتجع جمعية كبار السن ببلجرشي، إكرام، وبدء استقباله ضيوفه من كبار السن ممن تنطبق عليهم الشروط. حق لهم الاحتفاء بعد صعوبات التأسيس الفنية والمجتمعية والإدارية. وفي الجانب الآخر، ربما يؤلم أن تجد كبيرة سن أو كبير سن نفسه في عزلة أو انقطاع من الأهل والولد القادرين أو أية ظروف أخرى تقود به إلى مثل هذه الخدمة. مع ملاحظة، أن إيواء كبار السن لا يعني دائماً وجود فكرة عقوق فهناك من ليس له امتداد أسري يعتني به وهناك من لديه ظروفه الاجتماعية والصحية وغيرها، تقتضي مصلحته أن يكون مع آخرين في مسكن مخصص لهم مجهز بكافة وسائل الراحة والرعاية الصحية والاجتماعية، كمنتجع إكرام لكبار السن. هذه طبيعة الحياة المدنية الحديثة ونحن جزء منها.
منتجع إكرام، فريد من نوعه في المملكة، ونتوقع أن تحذو مناطق أخرى باستنساخ التجربة. إكرام جمعية خيرية تقدم خدمات نهارية لكبار السن بما تحويه من خدمات اجتماعية وترفيهية ورياضية وصحية ومهنية متنوعة وغيرها. كما تقدم خدمات إيوائية وفق أحدث مواصفات الضيافة والرعاية لكبار السن، كتلك التي يقدمها منتجع إكرام وهي محور موضوعنا. منتج إكرام أحد منتجاتها ويقع على مساحة 23 ألف متر مربع وبعدد 120 غرفة وسعة إيوائية تصل إلى210 في المرحلة الأولى وستكون المرحلة الثانية عبارة عن شقق صغيرة تتسع لـ 200 مسن ومسنة. يوجد نادٍ صحي رياضي يستوعب 400 ومسرح ومطعم وعيادة ومكتبة وغيرها من الخدمات.
نشكر ونقدر أبرز الداعمين. على المستوى الرسمي، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تأتي في المقدمة من ناحية تسهيل المهام الرسمية من أنظمة وتصاريح وغيرها، ويمتد دعمها إلى شراء خدمات من الجمعية مما يتيح الوصول لمختلف الشرائح المحتاجة الوصول إليه ويدعم استدامة موارده. كذلك وزارة البلديات وفرعها بالمنطقة لمساهمتها في تحديد ومنح الأرض المناسبة للمشروع وتقديمها التسهيلات ذات العلاقة، وبقية القطاعات الرسمية وفي مقدمتها إمارة المنطقة، كل في مجاله.
أما الداعمون محبو الخير، فهم كثر، لكن هناك شخصيتان لابد من الإشارة لهما بكل التقدير؛ الدكتور سعيد مرطان الذي آمن بالفكرة وعمل بكل جهد واقتدار إلى قيادة تأسيسها وجلب الدعم المناسب لها. تبقى بعض المشاريع مجرد حلم، إن لم يوجد القائد الذي يؤمن بالقدرة على تحقيقها. المرطان كان ذلك القائد، فله التقدير وكافة أعضاء مجلس إدارته والعاملين في تنفيذه وإدارته. الشخصية الثانية التي نخصها بالثناء العطر هو الداعم الرئيس، رائد العمل الخيري الشيخ علي المجدوعي، أطال الله في عمره وأسبغ عليه وافر الصحة والرضا. الشيخ المجدوعي غني عن التعريف وقد تم تقديره مؤخراً من قبل سمو أمير المنطقة الشرقية بإطلاق اسمه على أحد الشوارع عرفاناً بجهوده ودعمه للعمل المجتمعي والخيري.
هي فرصة للدعوة إلى تكريم الشيخ المجدوعي، ومشروع إكرام ليس الأول في سلسلة أعماله المجتمعية والخيرية بالمنطقة. كذلك ندعو إلى تكريم الدكتور المرطان ومجلس إدارته وكبار المتبرعين والداعمين على ما قدموه من جهود ودعم.
ولأن منتجع إكرام ليس مجرد مبنى، بل بيئة تسر الناظرين من الداخل والخارج، أدعو وزارة الزراعة والمياه والبيئة، إلى المساهمة بتشجير المناطق المحيطة به. زراعة 10 أو 20 ألف شجرة، ستجلب لكم الحسنات أضعافها.
أخيراً، الدعوة لأهل الخير بالدعم والتبرع لجمعية إكرام. مهما كان التبرع كثيراً أو قليلاً، تراكم عطائكم يسهم في دعم برامج الجمعية الراهنة والمستقبلية.