د. محمد بن أحمد غروي
النمر العربي الذي يقطن في شبه الجزيرة العربية هو نوع من أصغر سلالات النمور، تميز بلون فرائه البرتقالي الشاحب اللون مع ورديات صغيرة متباعدة، وانخفضت أعدادها انخفاضًا كبيرًا بسبب فقدان موائلها، وندرة الفرائس، فضلًا عن هجمات رعاة الماشية عليها، فيما تشير التقديرات إلى أن عددها يصل إلى 200 نمر عربي أو أقل بقليل، في برية شبه الجزيرة العربية، ونظرًا لذلك حددت الأمم المتحدة يومًا من هذا الشهر ليكون لإذكاء الوعي بشأن هذا النوع البري المهدد بالانقراض، وسط ترحيب أممي بالمبادرات من الدول وأصحاب المصلحة والمنظمات، وزيادة الدعم العالمي لضمان بقاء سلالته. في هذا الإطار، نظمت سفارات المملكة العربية السعودية في الأرخبيل أنشطة جماعية ومتعددة بالتزامن مع اليوم العالمي للنمر العربي، بمشاركة السفراء ولفيف من الجالية السعودية هناك، والمسؤولين من تلك الدول، وكان الهدف من تلك البادرة الجميلة، نشر الوعي بالقضايا البيئية، خاصة ما يمس النمر العربي المهدد بالانقراض.
برأيي أن تلك المبادرات عزّزت الاهتمام الذي تشتد الحاجة إليه وسط معاناة تلك الفصيلة النادرة، وهو ما حفز على مشاركة الجمهور الآسيوي في هذا النوع من المبادرات الرامية إلى صون النمر العربي، واستعادة مجموعاته وحماية موائله، المتناغمة مع جهود الأمم المتحدة، بوصفه حيوانًا بريًا رئيسيًا يمثّل الاستدامة بمنطقته في المملكة وشبة الجزيرة.
من خلال متابعتي لتلك المبادرات ومشاركات السفارات وإشراك طلابنا السعوديين والأجانب في المدارس السعودية وإدماج المهتمين من النخب في دول جنوب شرق آسيا الذين اهتموا بالنمر العربي الذين ربما لم يسمعوا به قط، تُعد خطوة مهمة لإيجاد النقاط المشتركة بيننا وبين تلك الدول التي تعاني من قضايا أجد فيها توافقًا سعوديًا مع دول الجنوب الشرقي الآسيوي، كالتغير المناخي وتأثيره على المنطقة، وتهديد انقراض بعض الحيوانات وغيرها من القضايا.
إن إشراك الدبلوماسية السعودية في الحملة التوعوية والإسهام التعليمي من خلال مبادرة صندوق النمر العربي والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وابتعاث أبناء الوطن، يهدف إلى خلق جيل معرفي لدعم مستقبل النمر العربي النادر والتوازن البيئي وبناء الخبرات المستقبلية لتكوين تناغم محلي دولي رائع في ملفات حيوية تتوافق مع الرؤية السعودية، وهي خطوة للأمام للتعريف بالمبادرات الوطنية لمن يسهم معنا في بناء رؤيتنا المجيدة.