علي الخزيم
وَإِنِّي مِنَ القَومِ الَّذينَ هُمُ هُمُ
إِذا ماتَ مِنهُم سَيِّدٌ قامَ صاحِبُهْ
نُجومُ سَماءٍ كُلَّما غابَ كَوكَبٌ
بَدا كَوكَبٌ تَأوي إِلَيهِ كَواكِبُهْ
قالها مُمتدحاً قومه حَنظَلة بن الشَّرقي، تِرب الزبير بن عبد المطلب (عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)، وقال عنها أرباب الشعر والفصاحة إنها قد بلغت الغاية بالمبنى والمعنى! وإني هنا كمواطن سعودي أكررها بفخر وشَمَم، ذلكم أن بلاداً كهذه البلاد المباركة بتوفيق الله أهل للفخر بكل مقوماتها.
ـ لفت انتباهي تغريدة لأحد أولئك الغوغائيين المغرضين مِمَّن يعملون كآلات تُحرّكها الهدايا والأعطيات؛ قال عن (شعب طويق): إنكم أحفاد أبي جهل وأبي لهب! لكنه غفل عن أن مِن قامات ذاك الجيل أبو بكر وعمر وأبو سفيان وخالد والقعقاع والمُثنى؛ وغيرهم أفذاذ كُثر رضي الله عنهم، كما أن ربط أنسابنا بأبي جهل وأمثاله من صناديد العرب لا يضيرنا فخطأهم أنهم لم يؤمنوا بما جاء به النبي المصطفى وجزاؤهم عند ربهم، لكنهم كانوا أهل عادات وسجايا حميدة يفتقر إليها من يستنقصنا الآن.
ـ لا يملك ذاك المُغرد وأمثاله ذخيرة يُناكِف بها مملكة الحزم وقيادتها وشعبها المِقدام سوى صور لجدران وقِلاع مندثرة ليقول: نحن أقدم منكم ولنا تاريخ وتراث؛ وقد علمناكم التقدم والحضارة! أنعم بتراثكم، لكن بالمقابل فمناطق المملكة كافة تزخر بتراث وآثار باهرة، وإرث ثقافي ما زال مؤثراً حتى الساعة وسيدوم (بعون الله رضيت أم أبيت)، ثم إن التنافس العصري يكون بحجم المنجزات والتقدم الحضاري والتأثير الاقتصادي على مستوى العالم، لا نُعيِّرك بذلك لكنها أقدار الله وتقسيمه للأرزاق؛ والإيمان بما يكتبه الله، فافهمها جيداً.
ـ ويُعزز له صاحب حساب إلكتروني من ذات الفئة والفريق المُؤدلج المنخدع بتعليمات مُقدمي الأعطيات والتحويلات المشبوهة فيقول: بأن السعودية إنما تبني اقتصادها من دخل ورسوم وتذاكر القادمين للحج والعمرة والزيارة! وهذا تزييف للحقائق وكذب لا يصدقه سوى السّذج المُغَيبين بمجتمعاتهم، فالذي يقبض الرسوم والتذاكر إنما هي شركات ببلد الحاج والمعتمر، وأجرة السكن تكون لمصلحة الفنادق وليس للدولة السعودية، فكان الأحرى بأولئك أن يفطنوا لأوضاعهم مع شركات بلدهم وما يُفرض عليهم من رسوم لا علاقة للسعودية بها.
ـ أيها المغرد المخدوع: إن ببلدك ثروات معدنية وزراعية وخيراً كثيراً - زادكم الله من فضله - فالعبرة بحسن التدبير والإدارة، فلا يمكنك التّقدم والتّحضر بمجرد النظر إلى ما عندنا؛ بل هو العمل والنزاهة لبناء الأوطان وتنمية الاقتصاد وحضارة الشعوب، لا مبرر لك بأن تنسب كل إنجاز عندنا إلى موارد البترول فقط؛ فهو منتج يلزمه عقولاً نيّرة مخلصة لتحقيق الفائدة منه للتنمية، فها أنت تقبع ببلدك التي تملك الثروات غير أنك لا تتمتع بشيء من التحضر وجودة الحياة، فالكلام بالفضاء غير العمل المُنْجَز على أرض الواقع، فانتبه.
ـ أعود لمضمون العنوان أعلاه؛ فقد كانت حكومة المملكة سابقاً وما زالت تُوفِد البعثات التعليمية لدول عربية وإسلامية وتدفع جميع التكاليف، ولم أشاهد أو أقرأ أن محاوراً أو مغرداً قد قال كما قلتم: (علمناكم؛ نَوَّرناكم)!