هدى بنت فهد المعجل
كتاب: نساء يركضن مع الذئاب
الاتصال بقوى المرأة الوحشية
تأليف: كلاريسا بنكولا
شاعرة أمريكية، ومحللة نفسية ومتخصصة في دراسات بعد الصدمات.
جوهر الروح يمكن جرحه أو حتى تشويهه ولكن يستحيل قتلها.
- النساء لديهن حاجة في أرواحهن إلى التعبير عن أنفسهن بطرقهن الروحية الخاصة التي يجب أن تنمو وتزدهر بالصورة التي يشعرن بها دون مضايقة من الآخرين.
محتوى الكتاب يقودني إلى «كارل غوستاف يونغ» مؤسس علم النفس التحليلي ومؤلف سفره العظيم، في نظري، الكتاب الأحمر. استرسل في القراءة لـ كلاريسا بنكولا ويسترسل يونغ في الامتثال مع كل صفحة.
كُتب يونغ بحوزتي، لكن ماذا عن كُتب بنكولا الأخرى، غير هذا الكتاب. هل لديها كتب غيره؟ دلوني..
إلى فترة قريبة كُنت قادرة على إبقاء أحلامي في الذاكرة، بالتالي تدوينها قبل تفلّتها. مؤخرًا أصبحت عاجزة عن هذا الشيء. عاجزة تمامًا. هل معنى هذا يا بنكولا أن الأحلام كانت تبقى في ذاكرتي بإرادتها حتى أدونها، ثم تتلاشى رأسًا..؟!
بنكولا تتحدث الآن عن: «الرجل الأسود في أحلام المرأة».
تقول «أحيانًا يكون من الضروري أن تحد المرأة أو تخفف من بعض العلاقات المعينة، ذلك لأنها إذا كانت محاطة في علاقاتها الخارجية بأشخاص يكنون العداء لمشاعرها العميقة أو لا يبالون بها، فسوف يعمل هذا على تغذية العامل المفترس الداخلي، وينبت له مخلب إضافي داخل روحها، ويجعله أكثر شراسة وعدوانية تجاهها.
- قال «يونغ» ذات مرة أنه لا شيء يُفقد أبدًا في أغوار النفس، فلنكن على ثقة من أن الأشياء المهملة في النفس ما زالت موجودة.
- تقول بنكولا: إن تمسكنا بأن نكون أنفسنا يجعلنا منفيات من كثير من الآخرين، إلا أن الإذعان لما يريده الآخرون يتسبب في أن نصبح منفيات من أنفسنا.
باعتقادي أن نساء يركضن مع الذئاب كتاب مهم لكل امرأة، مثقفة كانت أو قاصة أو شاعرة أو مهتمة بعلم النفس أو امرأة عادية تمامًا غير مشغولة بكل ما سبق. كُل امرأة ستجد شيئًا من ضالتها في هذا الكتاب. هو كبير في صفحاته وغزير في محتواه يحتاج منك وقت ثمين وذهن يجيد التركيز وسعة البال.
ليس هذا وحده فقط، بل وإن انتهت المرأة من قراءته، فإنها ستعود مجددًا إليه. لأنها وبسبب غزارة محتواه ودقته وتشعبه وتأويلاته وانفتاحه على أفكارٍ عدّة؛ سيدفعها الملل رغمًا عنها إلى تجاوز بعض فقراته وبعض نقاطه وبعض أفكاره، تجاوزًا يجعلها تُفكر عشرات المرات في العودة إليه.
هو مرجع نفسي.