د.نايف الحمد
«في نهائي كأس آسيا كتب العنابي التاريخ وأكد مكانته كأحد المنتخبات الكبيرة في القارة الصفراء بعد أن كرر إنجاز منتخبات آسيوية سبقته في الاحتفاظ بلقبها القاري وهي كوريا وإيران والسعودية واليابان، وبات خامس منتخب في تاريخ المسابقة يحقق هذا الإنجاز، حيث احتفل أمام أكثر من ثمانين ألف متفرج من أنصاره ورفع كابتن الفريق الهيدوس الكأس الذهبية مرتدياً البشت الخليجي على طريقة ميسّي.
«المنتخب القطري سجل أرقاماً عديدة في هذه البطولة وترجم العمل المضني والشاق الذي تقوم به المؤسسات القطرية حتى تبوأت قطر هذه المكانة الرفيعة مزاحمة أكبر الدول الآسيوية رغم صغر حجمها وقلة عدد سكانها لكن العمل الجاد والمميز لا يعترف بمثل هذه العوامل التي تذوب أمام الإرادة والعزيمة والتخطيط السليم.
«تجربة ملهمة وإنجازات عظيمة تحققت في سنوات معدودة تمكنت خلالها هذه الدولة الخليجية من صعود سلّم المجد وأكدت أن الفوز بالنسخة السابقة 2019 لم يكن محض صدفة أو حدثاً طارئاً.
«المنتخب الأردني كان نداً قوياً في المباراة النهائية، غير أن الخبرة والأخطاء الفردية لمدافعيه كلّفت الفريق ثلاث ركلات جزاء هي حصيلة الفريق القطري في المباراة والتي ترجمها هداف البطولة وأفضل لاعبيها أكرم عفيف لثلاثة أهداف كانت كفيلة بحسم المواجهة.. غير أن الخسارة لن تقلل من العمل البطولي للنشامى في هذه النسخة الذين أبدعوا وأفرحوا الجماهير العربية بآداء راقٍ ومستوى رفيع طيلة مباريات البطولة وأكدوا أن الإرادة والحماس والتكاتف يمكن أن تصنع المعجزات.
«المنتخب القطري والأردني شرّفا الكرة العربية في نهائي استثنائي وقدما نسخة أسطورية يحق لنا أن نفخر بها ونستخلص منها العبر والدروس، وما أكثرها.. وفيها تأكيد على أن العمل والإرادة والتكاتف عوامل مهمة لصناعة النجاح، وهي رسالة لمجتمعنا الرياضي السعودي بضرورة التكاتف عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن خاصة والمنتخب السعودي لديه استحقاقات كبرى واستضافات تاريخية تتطلب دعم الجميع من أجل تحقيق مصالح الوطن العليا حتى يكون ظهور فريقنا الوطني بمستوى الحدث.
«شكراً للمنتخبين العربيين العنابي والنشامى، فقد كنتما خير سفير للكرة العربية ورفعتما رؤوس العرب في نسخة للتاريخ ستتذكرها الأجيال بمزيد من الفخر والاعتزاز.
نقطة آخر السطر
«في ختام كأس موسم الرياض ظهر الهلال متألقاً وقدم عرضاً مسرحياً مذهلاً في ( المملكة أرينا ) وألهب حماس عشاقه الذين احتشدوا في بيته الجديد؛ فأطرب وأمتع ونثر إبداعه وحصد أول كأس على ملعبه الجديد.
«أداء مبهر وعرض ساحر في شوط أول تفنن فيه كبير آسيا وتلاعب بغريمه فريق النصر وسجل هدفين سينمائيين من قدمي الرقيب سافيتش والتورنيدو سالم وضاع مثلهما وسط دهشة منافسه الذي اضطر لممارسة بعض الألعاب الخشنة لإيقاف المد الهلالي العالي.
«كان الداهية جيوسس واقعياً وهو يعمد في الشوط الثاني لتقليل الجهد والمحافظة على النتيجة واستخدام أوراقه البديلة لتجهيز الفريق بشكل كامل لمنافسات أهم وأقوى في مشوار الزعيم البطولي هذا الموسم.
«نبارك للهلال هذا الكأس ونبارك للقائمين على موسم الرياض نجاح هذه البطولة خاصة المباراة الختامية التي أوفت بوعودها.