احمد العلولا
بصرف النظر عن معرفة المنتخب العربي الفائز ببطولة أمم آسيا التي أسدلت ستارة مشهد الختام عليها يوم أمس الأول على مسرح (لوسيل) الدوحة، وسواء فضل الكأس البقاء في دار - تميم - إلى جوار اللقب السابق، أم أنه قرَّر الرحيل إلى عاصمة عربية جديدة، حيث منتخب النشامى بقيادة المغربي ابن مدينة الخماسين حسين عموته الذي لعب لفترة في فريق الرياض العاصمي، بالمبارك لمن فضل الكأس مرافقته طيلة أربع سنوات مقبلة، والحمد لله أن البطولة لم تذهب بعيداً، وإنما اختارت بمحض إرادتها.. وليس من باب الصدفة، منتخب عربي، يتكلم بلغة الضاد، بالمبارك لـ قطر بالمبارك للأردن، وبالمبارك لـ هلال الرياض صاحب الأولوية المطلقة في (هوايته المفضلة) (جمع والتقاط) أي بطولة يتم استحداثها لتضاف لرصيده البنكي الذي ينمو سريعاً بدون توقف، في ليلة الجمعة أحلى الليالي، لعب مباراة ختام موسم الرياض الأول من نوعه على ملعبه التحفة المملكة آرينا، بفرصة واحدة، الفوز، ولا غيره، بينما كان منافسه التقليدي يلعب بفرصتي الفوز والتعادل!
وهنا يتجلى معدن الفريق الثقيل، فكان هو الهلال، الأكثر استحقاقاً للفوز باللقب الجديد، بالمبارك لـ هلال البطولات والألقاب كأس موسم الرياض، وبالتوفيق مستقبلاً لمن فاز على ميامي ميسي بنصف دستة من الأهداف، وسامحونا.
كنعان (ثابت) والبقية (متحركون)
قد نجد بعض النماذج من شخصيات رياضية في العديد من الأندية، تتوفر لديها إنزيمات خاصة تدفعها دائماً للارتباط بهذا النادي ليصبح ملازماً له قد يعيش فيه أكثر من الوقت الذي يمضيه في بيته، هناك عشق غير طبيعي، وارتباط روحي قبل أن يكون جسدياً، من بين هؤلاء يبرز لدي هذا الرياضي الجميل خلقاً وأدباً، والذي يحمل فكراً رياضياً نظيفاً خالياً من التعصب والكراهية، هاجسه الوحيد هو ناديه، أولاً وثانياً وثالثاً، إنسان متصالح مع نفسه قبل أن يكون متصالحاً مع الآخرين، ذلكم هو الرياضي البعيد عن الأضواء، الأخ الصديق العزيز الشبابي حتى النخاع كنعان الكنعاني، المتميز بولائه المنقطع النظير لناديه والحريص جداً على خدمة ناديه بدون مقابل يذكر هو يعتبر من أفضل المسؤولين عن فرق المراحل السنية على مستوى المملكة، ذا نظرة ثاقبة في اختيار اللاعبين بنفسه على ضوء ما يراه من شروط ومواصفات دقيقة يجب توفرها في ذلك اللاعب الذي يرى فيه مستقبل ناديه، كم كبير من النجوم البارزين على مستوى ناديه الشباب وكذلك المنتخب كان أبو عبد الرحمن قد ساهم في صياغتهم، ووقع وثيقة تخرجهم، ولا يزال يسير على هذا النهج بصرف النظر عن من يتولى رئاسة النادي، لأنه ثابت دائماً، والآخرون متحركون وسامحونا.
نأسف ونعتذر لمنتخبات كنا نعتبرها
أصفاراً على الشمال
قبل بدء معترك القارتين الصفراء والسوداء في بطولتي قطر والكوت ديفوار، سارع معظم النقاد، وأنا أحدهم كالعادة نحو ترشيح ما يمكن بتسميتها المنتخبات الكبار، النجوم فوق العادة للفوز بكأسي أمم آسيا وإفريقياً، قلنا، لن يحقق اللقب إلا الكبار وحدهم، رشحنا اليابان، أستراليا، كوريا، وكذلك منتخبنا السعودي، وفي الضفة الأخرى، رددنا مقولة الكأس الإفريقي لمنتخبات ذات الوزن الثقيل، مصر، الجزائر، المغرب وفي الختام ذهبت كل التوقعات أدراج الرياح، لم تصمد طويلاً، واستسلمت للعاصفة، بل إن بعضها خرجت منذ الاختبار الأول، وأعني (الدور الأول) في الوقت نفسه، تألقت منتخبات دول كنا نحسبها للأسف شاركت من أجل المشاركة وستعلن إفلاسها من دور المجموعات، ولنا في الأردن خير مثال لذا يجب علينا إعادة النظر في مسألة التقييم الذي يرتكز على معطيات غير واقعية، وهنا أعلن شخصياً وأنا -ولله الحمد بكامل قواي العقلية - عن بالغ أسفي واعتذاري لكل المنتخبات التي قلت إنها لن تذهب بعيداً، وخالفت كل التوقعات، وصمدت، في الوقت الذي توارت فيه منتخبات (الكبار) عن الأنظار، وكان لها السقوط والخروج المذل، سامحونا.
خلود الرس.. من (يلو) إلى (روشن)
تنافس قوي ومثير جداً بين فرق دوري يلو في سباق محموم خلال الأمتار الأخيرة نحو الصعود برفقة المتصدر القادسية، لكن الخلود الذي كانت بدايته متعثرة، بدأ وكأنه مشارك في سباق الـ100 م متطلعاً للوصول لخط النهاية قبل فرق أخرى تطارده بقوة، وهناك من ينتظر هفوة بسيطة منه للفوز بالمركز الثاني، الجبلين، العدالة، العروبة، وعربي عنيزة، وربما فيصلي حرمة، ومع اقتراب كتابة السطر الأخير، هل يستطيع (فخر السعودية) لا فخر الرس فحسب بقيادة عرَّاب السفينة، الرئيس المجدد الأخ محمد الخليفة الرياضي المحنك والمتطلع لكتابة صفحة النهاية تحت عنوان (وصلنا ولله الحمد) أن ينثر بذور الفرح في محافظة الرس، ويشارك رفيق دربه - الحزم - في التواجد بدوري الكبار للمرة الأولى في تاريخه.
ستكون الكلمة للاعبي الخلود وحدهم، وابتدأ المشوار، وإلا يا خوفي من آخر المشوار.. سامحونا.