عبدالعزيز بن سعود المتعب
دم القلب ينزف حزناًَ قبل دمع العين ولكنها إرادة الله سبحانه القائل جل وعلا: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما مات ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلاّ ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) ولي في مصادر التشريع (الكتاب والسنة) في هذا الموقف بلسماً لجراحي يغنيني عمّا سواهما، ولكن هنا بعض من بوح يسير من مشاعر عصيّة بحزنها العميق على الاختزال شعراً ونثراً:
يا دمع لو تذرف على فقد راكان
ما تطفي الجمر الذي في ضلوعي
لوعة فراقه جاوزت حد الأحزان
اللّي مضت بالعمر من كل نوعي
لو قلت آه وليت ماصار ماكان
الدنيا ماتمشي على كيف طوعي
فرقا بلا رجوى لقاء طول الأزمان
ماهي سنه ولا شهر أو اسبوعي
وآخوي ياللّي ماتبدّله بإنسان
حسرة وداعه للمشاعر تلوعي
من هول صدمة ما جرى ما خفا بان
مهما بوهم الصمت هدّيت روعي
رمز الوفاء والمرجله عالي الشان
باتع لمن ينخاه شهمٍ فزوعي
والمنصفين شهود حضرٍ وبدوان
عليه غيري يذرفون الدموعي
الموت حق ولا لنا عنه مزيان
يا كثر ما فرّق كثير الجموعي
يالله تعوضه في شبابه بغفران
وجنّة رحيم لمن تضرّع سموعي