سِرتُ وحيدا في طريقِ الآلام..
استوقفني فيه المعذبون في الأرض..
عند أول ناصيةِ لبيتِ الإمام..
قالوا:
ماذا تفعل هنا الآن..
والناس لازالوا نيام..
قلت:
أقوم الليل مُتهجدا بدون إمام..
كي يعمَ السلامُ في شواطئَ غزة..
في فلسطين..
في القدس في أرض السلام..
القلبُ لازال محاصراً بين الضلوع..
يعتصرُ ينفجرُ ألماً ودماً..
الجرحُ منه ينزفُ دون توقفٍ..
المسعفُ عاجزٌ عن وقفِ النزيف..
اتساءل هل تقف الحرب الآن..
كي يتوفَ النزفُ عن الجريان..
لستُ أدري إن كانت هذه..
هدنة أيام أربع أو عشرة..
تكفي للملمة الشهداء..
وما تبقى من الجراح..
وكفِ النزيف عن الجريان..
هل تكفي هذه الأيام..
كي تقفلُ المقابر أبوابها..
لا لا هي فرصة..
كما قال وصرح الشيطان..
لماذا..
لإلتقاط ما تبقى من الأنفاس..
وكي يستعد..
لجولة جديدة..
لِحربِ مجنونة..
الغول لم يرتوي بعد..
لقد استمرأ غوايةَ القتل..
وازداد غرقا في بحر الدماء والدمار..
لا يحيا إلا في جحيمِ من الأوهام..