عثمان بن حمد أباالخيل
عبارات ما عِندك ذوق أو ما عِندك ذوق أو ذوقك في جهة والذوق في جهة أخرى والكثير من العبارات التي توحي لك أو لكِ أن من قالها صاحب أو صاحبة ذوق رفيع ومميز. الذوق خصلة جميلة والتي تضفي على الإنسان جمالاً من نوع آخر وتجعله مميزاً عن الآخرين كما أن الآخرين مميزون عنه، الذوق قمة الأخلاق وعطرها ونفحاتها، الذوق هو حاسة معنوية تدل على الاعتدال في المزاج وكمال العقل ورجاحته وبعد النظر ونباهة في النفس. ما أجمل وأروع ديننا الإسلامي، الدين المعاملة، حقاً إنها عبارة تشير بحق إلى أن ديننا الإسلامي العظيم علمنا بأن التعامل مع الناس سواء كانوا الأقربين أو الأصدقاء، أو مع أي من أفراد المجتمع، لا بد أن يكون بالأدب والحس العالي والراقي، حقاً ديننا الإسلامي هو قمة الذوق العام، ولدينا كنز ومخزون كبير في الآداب والذوق العام مصدره تعاليم ديننا الحنيف. لا شك إن الحضارة ليست مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها بالدرجة الأولى التعامل الإنساني الراقي. للذوق تعاريف ومفاهيم مختلفة ومنها كلمة الذوق احترام الإنسان لمفهوم مُعيّن أو مبدأ ما، وأن يتصرّف ببالغ الاحترام والأدب تجاه نفسه وتجاه الناس، الذوق يعني احترام الإنسان لكل من حوله، وأن يقوم بالتصرف أو التحدث بشكل لائق وببالغ الاحترام والأدب تجاه الآخرين. كلمة الذوق ترجع إلى المصطلح الفرنسي «اتيكيت» والتي تعني بالعربية الذوق، وهي تعني اللباقة وحسن التصرف مع الآخرين سواء في التحدث أو التصرفات، فهي تمثل كل شخص يراعي الآداب العامة، والالتزام بالمعايير الأخلاقية، وقيمه المعنوية. من هذا المنطلق جاء مفهوم الذوق العام هو مفهوم يشير إلى المعايير والقيم الاجتماعية والثقافية التي توجه سلوك الأفراد في المجتمع. قرار مجلس الوزراء رقم 444 بتاريخ 4-8-1440هـ وافق على لائحة المحافظة على الذوق العام والتي منها يجب على كل من يكون في مكان عام احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة، ولا يجوز الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم أو ارتداء زي أو لباس يحمل صوراً أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسئ إلى الذوق العام، ولا تجوز الكتابة أو الرسم أو ما في حكمهما على جدران مكان عام، أو أي من مكوناته، أو موجوداته، أو أي من وسائل النقل؛ ما لم يكن مرخصاً بذلك من الجهة المعنية.
من السلوكيات والتصرفات التي يوجهها الإنسان هناك سلوكيات مميزة وقريبة الى القلب ومنها المصافحة باليد، فهي توثق الروابط بين الناس وتقويها والتبسم وطلاقة الوجه، وقد جعل صلى الله عليه وسلّم ذلك من الصدقات، فقال: تبسمك في وجه أخيك صدقةٌ وسلوكيات معكّرة للقلب ومنها تجنب السؤال عن تفاصيل حياة الإنسان الشخصية وذلك حفاظاً على مشاعره وخصوصياته وتقدير الظروف الخاصة، كحالات العزاء والحاجة للراحة للمرضى وكبار السن. اختلاف الذوق بين الناس شيءٌ طبيعيٌّ ومرده أسباب كثيرة، هناك عبارة مشهورة وهي (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع) المثل الذي ملأ العالم، وترجم إلى الكثير من اللغات، كنت أظن أصله عربيًّا لكنه لاتيني في الأصل. الأصل بين الناس الاختلاف في الأذواق والآراء والتطلعات والأفكار والأمزجة والتقبل والرفض والحب والخصام والكثير من تفاصيل حياة الإنسان.
همسة (من الصعب إرضاء الجميع لكنه عليك إرضاء نفسك).