عبدالعزيز المعيرفي
يساهم القطاع الخاص برفع جودة الحياة، من خلال الاستثمار في مشاريع نوعية متنوعة، ومنها مشاريع التطوير العقاري، والتي بدأت قبل سنوات ببناء شقق عادية، وأصبحت اليوم تقدم مجتمعات سكنية متكاملة الخدمات توفر خيارات سكنية متنوعة تلبي الطلب المتزايد على العقار. ويمثل وسط الرياض موقعاً استراتيجياً للسكن نظراً لقربه من الطرق الرئيسية ومجاوراً للجهات الحكومية والشركات وهو ما يجعل الطلب مرتفعاً للسكن فيه، ونظراً لكون تلك أحياء وسط الرياض قد تأسست في السبعينيات والثمانينيات الميلادية، فيغلب على معظم العقارات أنها مصممة بطريقة معينة تجعل تكلفة تشغيلها عالية، والاستفادة منها ليست بالطريقة الأفضل.
واليوم في ظل الازدحام المروري، ونظراً لسكن الكثير من الموظفين في أحياء بعيدة عن عملهم، إضافة إلى زيادة الطلب على السكن وسط الرياض اتجه عدد من شركات التطوير العقاري بالرياض إلى الاستحواذ على عدد من العقارات وهدمها وإعادة بنائها مرة أخرى بمواصفات أكثر كفاءة وفاعلية، من خلال زيادة عدد الشقق، وعدد الأدوار لاستيعاب أعداد أكبر من السكان، خاصة أن معظم العوائل صغيرة، وتتكون من زوجين وطفل أو طفلين كحد أقصى.
دعني أطرح لك مثالاً أكثر تفصيلاً، تخيل معي أرضاً بمساحة 4 آلاف مبنى عليها 4 مبانٍ تحتوي على ما يقارب 70 شقة، تم الاستحواذ عليها من قبل مطور عقاري، قام بهدمها وإعادة بنائها بطاقة استيعابية أكبر تصل إلى 170 شقة بمساحات متنوعة، وتوفر مجموعة من الخدمات داخلها مثل حضانة الأطفال والسوبرماركت والمغسلة والنادي الرياضي والمقهى، إضافة إلى مواقف السيارات تحت الأرض.
هذا النموذج الجديد من السكن يرفع من جودة الحياة للساكن في هذه المشاريع، ويقلل من هدر الوقت والجهد والتكلفة في الذهاب إلى مشاويره اليومية المعتادة كون معظم الخدمات التي يحتاج إليها موجودة في مقر سكنه وهو أكبر دليل على مساهمة القطاع الخاص في رفع جودة حياة الساكنين في وسط الرياض.