د.شريف بن محمد الأتربي
أطلقت شبكة الأخبار العالمية RT استبانة الشخصية العربية الأكثر تأثيرًا، وقد شملت القائمة 22 من القادة والزعماء والشخصيات العربية المؤثِّرة، وكالعادة - وبفارق كبير جداً - جاء سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وللعام الثالث على التوالي على رأس هذه القائمة، في رسالة إلى العالم أجمع أن السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- أصبحت هي مركز القرار وملاذ الكبار للتشاور والتعاون، سواء للغد المشرق أو لحل الأزمات.
يعد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الشخصية العربية الأكثر بروزًا وتأثيرًا، فرغم قصر الفترة الزمنية التي بدأ فيها ممارسة السياسة، إلا أن تأثيره قد فاق من سبقوه في امتهان السياسة بمراحل عدة، حيث يتميز سموه بروح الشباب والحماسة، والرؤية المستقبلية الطموحة، فهو يسعى جاهدًا لتحقيق تحولات جذرية في المملكة العربية السعودية ودفعها نحو التطور والتقدم في مختلف المجالات، بدءًا من الاقتصاد وصولاً إلى الثقافة والتعليم والترفيه، وهو صاحب الرؤية المستقبلية للمملكة «رؤية 2030»، والتي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وتخفيض اعتمادها على النفط، وتعزيز الاستثمارات والتنمية المستدامة.
عمل الأمير محمد على إدخال إصلاحات اقتصادية وتغييرات اجتماعية وثقافية في المملكة، حيث شهدت المملكة تطورات مهمة في السنوات الأخيرة على كل الأصعدة وخاصة فيما يتعلق بالمرأة السعودية، مثل رفع حظر قيادة المرأة للسيارات وتعزيز دور المرأة في المجتمع، وتمكينها من المناصب العليا، كما عمل -حفظه الله- على توفير فرص الترفيه والتسلية للشباب، وتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية.
على الصعيد الإقليمي والدولي، يحظى الأمير محمد بن سلمان بمكانة بارزة، ويتمتع بشخصية قوية، حيث يقود سياسة خارجية نشطة تركز على تعزيز العلاقات الدولية، وتوسيع قاعدة التحالفات والشراكات الإقليمية والدولية، مما مكَّن المملكة من لعب دور ريادي في العديد من الملفات الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية والأزمة في اليمن، مما جعلها تحظى بتقدير واحترام الكثير من الدول والشعوب.
اختيار الأمير محمد بن سلمان الشخصية العربية الأكثر تأثيرًا في عام 2023 يعود لما يتميز به من قوة الرؤية، والقدرة على تحقيق التغييرات والتحولات في المملكة، وكذلك تعزيز دورها في المنطقة والعالم، فعلى الصعيد الداخلي، كانت الإصلاحات الاقتصادية هي القوة الدافعة وراء تحول الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط، ومن أجل ذلك عمل على خصخصة المؤسسات الحكومية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير قطاعات مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا، هذه الإصلاحات كان لها القدرة على إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي وخلق فرص جديدة للمواطنين والمستثمرين الدوليين.
وفي مجال الإصلاحات الاجتماعية؛ فقد أدخل الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية مهمة داخل السعودية، ودعم المبادرات لتعزيز الأنشطة الثقافية والترفيهية في البلاد، حيث تهدف هذه الإصلاحات إلى تحديث المجتمع السعودي وتمكين مواطنيه، خاصة النساء والشباب.
اتبع الأمير محمد بن سلمان نهجًا حازمًا في السياسة الخارجية، سعى من خلاله إلى تعزيز دور السعودية كلاعب رئيسي على الساحة الإقليمية والعالمية، كما شارك -حفظه الله- بنشاط في القضايا الإقليمية، وسعى لمواجهة التأثيرات الإقليمية التي يعتبرها تهديدًا لأمن السعودية، بالإضافة إلى ذلك، طوّر علاقات أكثر وثباتًا مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا، بهدف جذب الاستثمارات وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
يمتلك أبو سلمان رؤية طويلة الأمد للسعودية، حيث يقود البلاد نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا والتنمية البشرية، كما عمل -حفظه الله- على إنشاء مدن جديدة، مثل نيوم، وهي مدينة عالية التقنية، ومشروع البحر الأحمر، وجهة سياحية فاخرة، وتهدف هذه المشاريع الطموحة إلى وضع السعودية كمركز للأعمال والتجارة والسياحة في المنطقة.
لقد حظي الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- بالاهتمام والتقدير الدوليين نظرًا لدوره القيادي، وشارك في أحداث دولية مرموقة، مما يعكس رؤيته وطموحاته، حيث أصبح نموذج محمد بن سلمان هو النموذج العالمي للقيادة الواعية، وأصبح الشخصية البارزة على الساحة العالمية.