عبده الأسمري
من أعماق اللطف إلى آفاق الجبر بنى صروح «الإحسان» بأيادٍ بيضاء ومسيرة عصماء وبروح نقية ونفس فتية أشعلت «قناديل» الخير في شؤون «الحسنى» وأضاءت «مشاعل» التقدير في متون «المحاسن».
ظل في «سباق» مع بعد نظر مسجوع بالضياء ومشفوع بالإمضاء مولياً قبلة اهتمامه شطر «المكارم» وموجهاً بوصلة همته نحو «الفضائل» حتى وزع بشائر «الأثر» وأهدى عبير «المآثر» في دروب «المناقب» التي اقترنت بذكره واستوجبت شكره.
مضى بخطوات دؤوبة صاعداً «معارج» الهمم ليرتب «مواعيد» الاستثناء على بوابات «الاستذكار» ممتطياً صهوة «التأثير» وحاصداً حظوة «التقدير» على صفحات «الكبار» بوقع أعماله وواقع أفعاله التي تعاقبت بين «الأجيال» كمناهج للاقتداء ومنهجيات للاحتذاء.
إنه رجل الأعمال الشيخ عبد اللطيف الجبر -رحمه الله- أحد أبرز رواد العمل الخيري والإنساني والتجاري في الوطن.
بوجه «حساوي» الملامح بحكم «الأصول» واحتكام «الفصول» وطلة مألوفة تستند على «تقاسيم» خليطة بين الود والجد تسكنها ابتسامة «التواد» واستدامة «التراحم» وتملؤها سكنات «الوقار» وسمات «الاعتبار» وعينين تلمعان» عند التيقن وتدمعان حين التأثر ومحيا عامر بأناقة وطنية تعتمر «الزي الأنيق» و»الحضور المتأنق» وشخصية لطيفة الجانب نبيلة التعامل أصيلة الوصال سخية اليد كريمة المد باهية الحضور زاهية التواجد وكاريزما تتقاطر منها «رياحين» حسن الخلق و»مضامين» طيب المعشر وصوت ذو لكنة «حساوية» تتوارد منها عبارات «محبوكة» المعنى مسبوكة اللفظ تتسطر وسطها مفردات تجارية وانفرادات استثمارية تعتمد على الأرقام وتتعامد على الإحصائيات قضى الجبر من حياته «عقوداً» وهو يجبر «عثرات» المحتاجين ويقضي حاجات «المساكين» ويؤسس المشاريع الخيرية ويؤصل المعاني الإنسانية ويفرش طريق «الخيرات» بوقائع العون ويملأ دروب «المسرات» بحقائق الغوث ويهدي للوطن عناوين «الشور» ويوزع على الاقتصاد «مضامين» التخطيط» كرجل أعمال وعضو شورى ووجه إحسان وواجهة فضل ومنبع نبل قضى حياته في خدمة وطنه ومجتمعه ليملأ القلوب بالذكر الحسن ويبهج الدروب بالفكر المشرق.
في المبرز حاضرة الأحساء ولد عام 1356 ليكون رابع أبناء مؤسس عائلة الجبر التجارية الشيخ حمد الجبر وجاءت ولادته بمثابة «البهجة» ومثوبة «المهجة» التي ملأت دار والده الحساوي الوجيه بأناشيد الفرح وأهازيج السرور واكتظت منازل الحساويين المشهورين بالتعاضد بأفراح «المقدم المبارك».
تفتحت عينا «الطفل النبيه» على والد كريم اشتهر بالتجارة والشطارة غمر قلبه بموجبات «النصح» وعزائم «التوجيه» وأم عطوفة حنونة عطرت أعماقه بدعوات «التوفيق» وابتهالات «الصلاح» فنشأ مخطوفاً إلى «قواعد» فاخرة من النباهة التربوية والوجاهة الأسرية والنباغة الذاتية ليبدأ الانطلاق في خطوط» متعددة» اقتضت «الفلاح» واستوجبت «النجاح».
ركض طفلاً مع أقرانه مستنشقاً «أنفاس» الحصاد في حقول قريته ومتشرباً «نفائس» المساء بين مزارع بلدته موزعاً خطواته ما بين بيوت الطين ومرابع الطيبين مقتنصاً من وجوه السائرين جمال «البساطة» ومقتبساً من سحن العابرين اكتمال «القناعة».
سكنته سمات «نبوغ» باكر فظل يوزع إهداءاته بكل عفوية على مسمع والديه مما جعله حديث «نبوءة» مبكرة بقدوم فارس استثنائي يبهج أنحاء «المبرز» بالبروز المنتظر.
انخطف صغيراً إلى قيم «الالتزام» الديني وهمم»الانضباط» الدنيوي فتشكلت منهما «الخلطة» السرية و»الخطة» العلنية التي بنى بهما «هيئة» حاضره و»هوية» مستقبله.
أنهى تعليمه الابتدائي ثم ارتهن لدروس حياتية وتجارب عائلية ومعارف شخصية بنى بها «أضلاع» الإبداع في طريق «مجلل» بالعقبات ومكلل بالهبات فانتهل من «معين» والده ونهل من «معين» عائلته ليرسم «خرائط» التفوق على طريقته وفق دواعي «التحفير» ومساعي «التعزيز».
انطلق بخطى ثابتة في مسارات الاقتصاد والسداد ضمن كتيبة الجيل الثاني في العائلة وعمل في اتجاهات تجارية متعددة ورفع «راية» المهام واستمر حتى ترأس الجبر مجلس إدارة البنك العربي إضافة إلى مواقع ادارية أخرى لأكثر من 31 عاماً ليرتقي بالبنك المؤسس عام 1980 بستة فروع صغيرة وبرأسمال لا يتجاوز الـ150 مليون ريال حتى وصل إلى 425 فرعاً ومركزاً وبأضعاف مضاعفة من رأس المال محققاً نسبة سعودة تجاوزت الـ 91%
ويعد عبداللطيف أحد مؤسسي شركة الجبر التجارية وشركة الجبر القابضة وكان الجبر عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، على مدى 6 دورات.
تم اختياره عضواً في مجلس الشورى لدورتين متتاليتين وقد شغل عدداً من المناصب في القطاع الخاص وقد منحته المنظمة العالمية للسلام والازدهار جائزتها لعام 2015 نظير أعماله الإنسانية كأول سعودي ينال هذه الجائزة العالمية وتسلّمها في حفل أقيم في مقر البرلمان البريطاني.
برع في القطاع الإداري والاقتصادي ولديه عشرات العضويات في عدد من القطاعات والجهات والجمعيات واللجان الخيرية والاقتصادية، والصناعية، وشارك في العديد من المؤتمرات الاقتصادية والصناعية والتجارية العربية والعالمية.
حصل الجبر على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، بمرسوم ملكي من الملك فهد رحمه الله وتسلم الوسام من الملك عبدالله رحمه الله عندما كان ولياً للعهد، في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته السابعة عشرة عام 1422هـ، ضمن أفضل رجال الأعمال المتميزين.
تعين بمرسوم ملكي من الملك فهد رحمه الله كعضو في لجنة الصداقة السعودية الصينية حتى تم تحويلها إلى مجلس الأعمال السعودي الصيني وتم تعيينه بمرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في مجلس أمناء لجنة صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين برئاسة سمو ولي العهد. وتعين بقرار من مجلس الوزراء عضواً في مجلس إدارة المؤسسة العامة لسكك الحديد وعضو مجلس إدارة في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
ساهم الجبر في العديد من الأعمال الإنسانية والخيرية الكبرى شملت إعانات ومساعدات خيرية ومتعددة وقام ببناء عشرات المنشآت الصحية والاجتماعية، وقد قدمت أسرة الجبر مشروع الإسكان الخيري بالأحساء ومركز الجبر للكلى، ومستشفى الجبر للعيون والأنف والحنجرة. وتكفل ببناء مقر نادي الأحساء الأدبي.
وقد ساهمت عائلة الجبر ممثلة برجل الأعمال عبد اللطيف الجبر -رحمه الله- بأعمال خيرية واجتماعية حيث تجاوزت مبالغ أوقاف أسرة الجبر الـ 700 مليون ريال، وتنوعت بين الأوقاف الصحية والتعلمية والثقافية، من أبرزها مركز حمد الجبر لعلاج الأورام السرطانية، بتكلفة 70 مليون ريال، ومركز مي الجبر للكشف المبكر عن مرض السرطان، بتكلفة أربعة ملايين ريال، ومستشفى العيون بتكلفة 65 مليون ريال وغيرها.
انتقل الجبر إلى رحمة الله يوم الأربعاء السابع من شهر جمادى الآخرة الجاري للعام 1445 وأقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بالمقبرة الشمالية بمدينة المبرز بالأحساء وقد نعته منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع واصفة الخبر برحيل رجل العطاء وفقيد العمل الخيري.
ورّث الجبر لعائلته ومحافظته ومنطقته ووطنه خزائن من الأعمال الحميدة والذكرى المجيدة ووصايا خالدة في الجزء المشرق من الذاكرة وترك من خلفه إرثاً خيرياً عظيماً وذرية صالحة تسلمت لواء المسيرة من بعده لإكمال ملحمة الخير في كل الاتجاهات.
عبد اللطيف الجبر.. رجل الإحسان ووجه الفضل وأنموذج النماء والانتماء صاحب الإضاءات الخيرية والإمضاءات التنموية والبصمات الوطنية.