«الجزيرة» - محمد العشيوي:
سافر فنان العرب محمد عبده في ليلة اليوبيل الماسي إلى عالم موسيقي ساحر لجمهوره الكبير على مسرحه الشامخ، في ليلة وصفت بـ«الليلة التاريخية»، اكتست فيها أعمال الثمانينات والتسعينات بعاطفة جياشة وإحساس مرهف، شكلها مع الفرقة الموسيقية المذهلة التي تجاوزت 180 عازفاً بالوطن العربي بقيادة المايسترو وليد فايد.
حالة استثنائية خلقها فنان العرب، حيث لم تكن حفلة روتينية، بل رسمت لوحة فنية وإبداعية، بحضور الميدلي الغنائي بحوالي ثمانية أعمال، امتزج فيها التوزيع الجديد للأغنية، وربطت بين الماضي والحاضر من بينها «مثل صبيا، لو كلفتني المحبة، سريت ليل الهوى، قالوا نسيته».
هذه الأعمال شكلت حالة تجانس مع الحضور قبل صعوده على المسرح، حيث رسمت لوحة فنية مبهجة تمثلت بمشاركة 100 عارضة و20 صورة من ذكرياته، شيدت على شاشات المسرح.
«صوتك يناديني» كانت أولى الأعمال التي قص بها شريط حفلة الجمعة، وكأنه يخاطب جمهوره الكبير ومحبيه من خلف الشاشات، لتنطلق بعدها عشرة أعمال غنائية، لخصت بطابع الحنين والحل والترحال في عالم مفعم بالأمنيات والرقي، في صوت الأغنية السعودية، كان للمسرح قصة أخرى وأيقونة أنيقة وفاخرة بالتجهيزات المميزة التي حظي بها لتكون ليلة تليق بفنان العرب.
وفي الساعة الـ 12:50 دقيقة كرم معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه محمد عبده، بمناسبة اليوبيل الماسي قائلاً «اليوم نكرم فناناً سعودياً قدير أسطورة الفن السعودي والعربي، ولأنه ذهب فيستحق الذهب، إذ تم تقديم له أسطوانة ذهبية بالذهب الخالص. وأردف في حديثه أن محمد عبده هو الفنان الوحيد بالعالم الذي غنى لوطنه أكثر من 300 أغنية، مشيراً إلى أن كل شخص في العالم العربي له ذكرى معه بخلال الستين عاماً الماضية».
في حين قدم محمد عبده لافتة إنسانية بالتبرع بالدرع الذهبي المهدى له من هيئة الترفيه لحملة خادم الحرمين الشريفين لأهالي غزة.
وحضرت مفاجأة الحفلة النجمة الفرنسية «لارا فابيان» التي قدمت أغنيتها الكلاسيكية Je time، وارتقت عند فنان العرب لتكون حلقة الوصل بغنائه «لمجموعة إنسان» وسط مزج بين الثقافة الشرقية والغربية، وهو ما حدث مع العازف العالمي «هاوزر» خلال عزفه لأغنية كل مانسنس. وامتداداً لسلسلة المبادرات التي يقدمها أبو نورة في مسيرته، قدم واحدة من مبادرات الوفاء تتخلص في تكريم الملحن ناصر الصالح تقديراً للمسيرة التي جمعتهما، في حين قدم الصالح ألحانًا خالدة لا تُنسى، من بينها «بنت النور» و«الأماكن» و«اعترفلك» وغيرها.
وأكد فنان العرب أن ناصر الصالح شخصية حبيبة إلى قلبه، مشيراً إلى أنه فنان حتى النخاع.
وصدح فنان العرب بعمل جديد من ألحان ناصر بعنوان «مر قلبي يوم» ويعد امتداداً للأعمال المكبلهة التي قدموها معاً طوال أكثر من عشرين عاماً.
جاءت لقطة الختام لتكون الفصل الأعظم في مسيرة فنان العرب متغنياً بالعمل الوطني الذي سكن القلوب «فوق هام السحب» بمشاركة 140 راقصاً، في لحظات مبهجة للفن السعودي ذلك العمل الذي عاش ليكون خالداً في ذاكرة الأغنية السعودية، لتشكل ختام مسك الليلة الأولى لليوبيل الماسي، في حين استمرت البروفات لهذه الليلة 5 أيام وشارك في تنفيذ الحفلة أكثر من 1000 شخص من تنظيم روتانا ضمن فعاليات «موسم الرياض»، ونقلت الحفل العديد من القنوات العربية وسط اهتمام كبير.