بفضل الله تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم من إنفاذ مريض في العقد السابع من العمر، عانى من آلام شديدة بمنطقة منتصف الصدر وهبوط حاد في ضغط الدم، مع تعرق وكذلك الشعور بالغثيان وضُعف بالوعي والتركيز، نتيجة وجود قصور حاد في الشريان التاجي الأيمن، الأمر الذي نتج عنه توقف القلب لمدة تزيد على «40» دقيقة.
ذكر ذلك الدكتور وجيه عودة استشاري ورئيس قسم العناية المركزة بالمستشفى رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف بأن المريض عند عودته للمنزل قادماً من مزرعته، بدأ يشعر بتلك الأعراض، وعلى الفور تم استدعاء طاقم الإسعاف الطبي، الذين قاموا بمحاولة إنعاشه وهو في الطريق للمستشفى، وعند وصوله لقسم الطوارئ، تم إجراء الفحوصات المبدئية التي أشارت إلى توقف القلب تماماً، حيث بدأ الفريق الطبى بسرعة إنعاشه حسب البروتوكول الطبى، وكانت النتائج تشير إلى عودة نبضات القلب ثم التوقف مرة ثانية، الأمر الذي استدعى إنعاش المريض بـ 13 صدمة كهربائية، مع توصيله بأجهزة التنفس الاصطناعي، واستمر إنعاش القلب حتى عاد النبض بعد أكثر من 40 دقيقة بالطوارئ.
مفيداً بأنه رغم توصيل المريض بأجهزة المراقبة الدقيقة لعمل القلب والتنفس لمتابعة العلامات والتحاليل الحيوية، وإعطائه الأدوية التحفظية الداعمة للقلب والضغط بصفة مستمرة ومنتظمة، ما زالت حالته حرجة جداً وغير مستقرة نهائياً، إذ لم يتمكن الأطباء من نقله لغرفة القسطرة القلبية، وتم تنويمه بالعناية المركزة بالمستشفى، وبمجرد وصوله توقف القلب مرة ثالثة، وعلى الفور قام الفريق المعالج بإجراء الإنعاش القلبى السريع مع صدمات كهربائيه حتى عاد القلب ينبض مرة أخرى بعد «14» دقيقه ولله الحمد.
مشيراً إلى أنه تم وضع المريض تحت العناية الحثيثة على مدار الساعة، ومن ثم إخضاعه لعدد من التحاليل المخبرية والرنين المغناطيسي (M.R.I) والأشعه التليفزيونية للقلب (Echo)، وقد كشفت النتائج عن وجود جلطات صغيرة في جانبي قشرة المخ وقصور حاد بالشريان التاجى الأيمن نتيجة جلطة قلبية حادة، إذ تم إعطاء المريض جرعة الأدوية الخاصة للجلطة وكذلك الأدوية الداعمة للقلب والضغط والمسيلة للجلطات، مؤكداً على أن حالة المريض بدأت فى الاستقرار والتحسن الملحوظ بعد مرور يومين من دخوله للعناية المركزة.
مضيفاً بأنه بعد استقرار حالة المريض تم إخضاعه لعمل قسطرة شريانية تاجية تشخيصية وعلاجية، ومن ثم تم إعادته مرة أخرى إلى وحدة العناية المركزة.
عقب ذلك تم ملاحظة وجود قصور في وظائف الكلى، إذ تم عمل عدد 3 جلسات غسيل كلوي خاص لمثل هذه الحالات الحرجة يعرف باسم (CRRT)، وبعد مرور أسبوعين على العلاج والرعاية المكثفة للمريض، بدأت حالته تتحسن بداية من عضلة القلب ووظائف الكلى وكذلك درجة الوعي بعد أن تمت إذابة جلطات الدماغ، وعلى إثر ذلك تم إزالة أجهزة التنفس الاصطناعي.
وفي الختام قال الدكتور وجيه عودة إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، مؤكداً أن المريض خرج من المستشفى بعد شهر برفقة الأهل وهو بحالة صحية جيدة، مع إلزامه ببرنامج علاجي خاص والمتابعة الدورية في عيادة القلب بالمستشفى.