د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
الخطاب الحضاري السعودي دائماً ما يحمل في بياناته المضيئة حضوراً لافتاً للكفاءات السعودية الشابة إيماناً من قيادتنا الرشيدة يحفظها الله بأهمية استثمار الطاقات الشابة في متطلبات التغيير والتنمية ومستقبل البلاد ومواكبة الحاضر العالمي اليوم.
وفي هذه المرحلة الذهبية من تاريخ بلادنا أصبح حضور الأطواق الشابة وانتظامها في عقد بلادنا يُضاء في كل الزوايا وبسقتْ النتائج تسر الناظرين وذلكم عزم جلي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده وهو مخطط التنمية السعودية الحديثة وموجه الاقتصاد السعودي الحديث نحو استثمار موارد البلاد البشرية، وصياغة استراتيجيات الاستفادة من الآخر ومن ثم التفوق عليه وتحقيق مستويات مثلى من المنافسة العالمية.
ولقد رأى سمو ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان احتياج الشّباب من مجهره الذكي عبر محطات مختلفة، منذ كان في إمارة الرياض مع والده حفظهم الله حتى محطته الواسعة الموفقة بإذن الله في ولاية العهد ومنذ انبثاق أنوار الرؤية السعودية العملاقة 2030» التي كانت ابتكاراً مذهلاً من سموه - حفظه الله - يتبلور من خلالها اهتمامه بتمكين الشباب العبقري الطموح؛ وسموه حفظه الله مخطط التنمية السعودية الحديثة وموجه الاقتصاد السعودي الحديث نحو استثمار موارد البلاد البشرية، وصياغة استراتيجيات الاستفادة من الآخر، ومن ثم التفوق عليه وتحقيق مستويات مثلى من المنافسة العالمية؛ ومنذ انبثاق أنوار الرؤية، والتركيز على تمكين الشباب و تطوير قدراتهم، وإشباع احتياجاتهم، واعتماد المشاريع الكبيرة التي تشرق لها أحوالهم ويضيء بها مستقبلهم. فقد غرس سمو ولي العهد في إهاب الشباب يقيناً بتميز بلادنا الفريد؛ واقتصادنا المزدهر؛ ووطننا الطموح حتى لاحظنا وهجاً في شبابنا وحراكاً محفّزاً في ريادة الأعمال وارتياد منصات العمل ومنافسة الوافدين عليها؛ وسمعنا في لغة شبابنا مصطلحات جديدة نحو القوة والأمكنة والتمكين ونحو القدرات الفوارة التي لا مستحيل معها، وكان سمو ولي العهد في حواراته الموجهة للشعب عامة وللشباب خاصة مقنعاً شفافاً مما جذب التفاف الشباب حول الرؤية المتحضرة 2030 من منطلق قوة المكان والمكانة لبلادنا الغالية؛ ومن النظرة العميقة لسموه بأن مكاشفة الشباب وإقناعهم محرك رئيس لتنفيذ سياسات الإصلاح, وحفز متطلبات التنمية ومن واقعه التنموي الطموح أقنعهم حفظه الله بقوة أخّاذة برؤية الدولة تجاه مستقبلهم, وبرع سموه حفظه الله وأبدع في الدخول إلى أعماق الشعب عامة، والشباب خاصة، عندما كان يؤكد في كل لقاءاته حفظه الله أن بلادنا أمام محركات جديدة ذات قوة دفع استثنائية تتصدرها قوة الشباب وفكره المتوقد, وأن السنوات القادمة سوف تشهد استثماراً أمثل للموارد والطاقات والبيئات التاريخية والجغرافية وهو ما يتبلور اليوم في واقع الشباب كفلق الصبح.
وعندما رسم سمو ولي العهد محمد بن سلمان خارطة المستقبل وجذب مشاركة الشباب في صناعة الانتقال نحو الأمكنة فقد كان يبني الثقة في صورها الجديدة بين نسيج الشعب والمسؤولين حيث أيقن حفظه الله من أن صناعة التحول في فكر الشباب لدعم مسارات تحقيق الرؤية من خلال المؤسسات المناط بها بناء العقول والوجدان منطلق أكيد, فالتشكيك والسلبية والإحباط لا تولد أفراداً يصنعون الأجود والأجدر, ولن يتم التحول الاقتصادي الإنتاجي إلا من بوابات التحول في فكر الشباب عدة الوطن وعتاده.
يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل وكأنه رحمه الله يعيش في عهد الشباب السعودي النضر:-
مرحى فقد وضُحَ الصواب
وهفا إلى المجد الشباب
عجلان ينتهبُ الخطى
هيمان يستدني السحاب
في روحه أمل يضئ
وفي شبيبته غِلاب
ورنا إلى مستقبل
يرقى له متن الصعاب
وعليه فلنبني الحياة
ولانساوم في الثواب
ولننطلق في عزمنا
مثل انطلاقات الشهاب