منى السعدي
هل استشعرت في يوم من الأيام قيمة التطوع في نفسك ونفوس غيرك؟
تستكن النفوس بإحسانها، وتستبدل شعورها المنهمك بشعورٍ يملأه الارتياح بعطائها الممتد، وقيمتك النفسية العظيمة ستشعر بها عند زرع الابتسامه في محيا الأطفال ومسح الدموع المنبثقة فوق خد المحتاج.
من أجلهم نسير في طرقات عدة نستضيء فيها بأنوار الأمل والسعادة ونملأه بأزهار الأماني والرحمة، كانت بدايات التطوع سهلة وميسرة ومع عظمة شعوره وأهمية وجوده أصبحنا نستصعب إهماله والتخلي عنه.
بدأ فعل التطوع لأول مرة عام 1755 من اسم الشخص M.Fr.Voluntaire الذي يعني «التطوع» ونعني بكلمة التطوع هو الجهد الذي يبذله أي إنسان لمجتمعه وبدافع منه للإسهام في تلبية احتياجاتهم، وقد يكون البذل ماديا أو بدنيا أو حتى فكريا نابعا عن رضا داخلي ورغبة بأن يكون له دور إنساني.
والتطوع له أهمية كبرى بالنسبة للمتطوع نفسه وللمجتمع، فالمتطوع يحصل على أجر من الله وتزداد ثقته بنفسه وتحقق أهدافه ويحصل على مكانة في المجتمع وترتفع خبراته، أما المجتمع فيحقق الترابط والتعاون والمحبة بين أفراده ويعالج السلوك المنحرف لدى بعض الشباب الذين لا يوجد لديهم عمل.
الإسلام يحث على التطوع ويجازي كل من يفعل الخير بالثواب والأجر لقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}، وقوله: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
إنّ دافع التطوع عند الإنسان ينبع من الوازع الديني الذي يحث عليه، وكذلك استغلال وقت الفراغ واكتساب الخبرات والمهارات وزياة رضا عن الذات واحترامها.
وفي الختام، من يتذوق لذة الشعور في العطاء سيسعى ليستمر فيه بالشكل الدائم، ونستدل بذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).