رقية سليمان الهويريني
أعادت لي زيارتي للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) ذكرى رحيل والدي -رحمه الله- في وقت مبكر حيث اليتم كسرة في النفس وشظية في القلب!
ألتقيت في الجمعية مع نخبة من الموظفين بدرجة إنسان يعملون بشغف واقتدار وعطاء غير محدود، برغم أنني لم ألتقِ بيتيم واحد، فهم إما منتظمون في مدارسهم أو في مساكنهم آمنين ترعاهم عناية الله وتتكفل بهم هذه الجمعية الرائدة التي توقعت مبدئيا أنها تمنحهم المال ليوفروا لأنفسهم المأكل والمشرب والملبس، فتفاجأت أنها تتعهد بسكنهم وتنقلاتهم وحتى بتربيتهم وتعليمهم وتأهيلهم، بل تسعى لوقايتهم من رياح الألم النفسي، أو عواصف الوجع الاجتماعي! عدا عن حرصها على توفير وسائل الترفيه المتاحة لتدخل السعادة على نفوسهم.
وباستعراض جهود الجمعية منذ انطلاقتها؛ رأيت عنايتها الجادة بتقديم خدمات متميزة للأيتام بتوفير حياة كريمة لهم، من خلال تقديم الخدمات الأساسية والموسمية، والمساعدات العامة التي تضمن استقرار الأسر وتمس احتياجاتها وبالتالي تحقيق أعلى درجات الرفاه ليس من باب الفكرة الرعوية فحسب، بل وصولاً إلى اكتفائها ذاتياً عن طريق تمكين الأفراد من الاعتماد على أنفسهم بعد تدريبهم وتوجيههم إلى مهن أو وظائف تضمن لهم الحياة المستقرة بعيدا عن مشاعر الانكسار الذي يحدثه فقد معيل الأسرة.
وحيث إن جمعية إنسان تلقى عناية خاصة من القيادة منذ تأسيسها في عام 1999، بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحتى الآن؛ فلأنها تختص بفئة غالية على نفوسنا حث القرآن على رعايتها والإحسان لها مصداقا لقوله تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}. كما أنها تنال اهتمام رجال الأعمال والشركات والبنوك وحتى الأشخاص إيمانًا منهم بأن العطاء ركيزة أساسية لنمو ورقي المجتمع، ولتحقيق ما نصت عليه رؤية المملكة 2030 من تهيئة البيئة اللازمة للقطاع غير الربحي في أخذ زمام المبادرة لمواجهة التحديات واستثمار الفرص وعقد الشراكات المختلفة من خلال دور المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص في التنمية الاجتماعية وتحقيق جودة الحياة!
أبهرني حصول جمعية إنسان على جوائز مختلفة مما يؤكد أنها في المسار الصحيح نحو تحقيق الطموحات وتأكيد الثقة في دورها الإنساني الرائد، عندئذ دعا لها لساني بالتوفيق وبالإشادة صفّق لها قلبي.