د.شريف بن محمد الأتربي
«ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله».
بهذه الكلمات المحفزة وصف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- شباب المملكة، فهم ثروتها التي لا تعادلها ثروة، ومن أجل ذلك تضمن برنامج تنمية القدرات البشرية - أحد برامج رؤية المملكة 2030- عددا من الأهداف الإستراتيجية شملت تعزيز قيم كل من: الوسطية والتسامح، الاتقان والانضباط، العزيمة والمثابرة، إلى جانب العناية باللغة العربية، وتعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائهم. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية؛ تم وضع عدد من المستهدفات شملت: التحاق 40 % من أطفال المملكة برياض الأطفال بحلول عام 2025، وحصول 6 جامعات سعودية على مراكز متقدمة ضمن أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، وكذلك الوصول بترتيب المملكة إلى الترتيب 45 في مؤشر رأس المال البشري الذي يصدره البنك الدولي على مستوى 157 دولة، وأخيراً تحقيق زيارة بنسبة 40 % في توطين الوظائف التي تتطلب مهارات عالية.
وخلال العام الحالي استطاعت وزارة التعليم من خلال خطتها التشغيلية تحقيق عدد من المستهدفات المهيأة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للرؤية، حيث تجاوزت نسبة التحاق الطلبة بمرحلة رياض الأطفال 33 % وكان المستهدف لها 32 % ضمن خطة تحسين مخرجات التعليم الأساسية. كما ارتبط مع هذه الفئة من الطلبة أيضا تأهيل 16 ألف معلم ومعلمة على مهارات الفنون السمعية ضمن الإطار الوطني لتعليم الثقافة والفنون في التعليم العام.
تم تأهيل 13 ألف معلم ومعلمة لتدريس تخصصات إضافية من خلال الحصول على دبلوم عالٍ معد من الجامعات السعودية، فيما وضعت الوزارة ضمن مستهدفاتها لعام 2024 تأهيل وتطوير مجموعة من شاغلي الوظائف التعليمية لتدريس اللغة الصينية من خلال ابتعاثهم لدراسة الماجستير في اللغة ذاتها.
وضعت وزارة التعليم عددا من المستهدفات لميزانية 2024 شملت التعليم، والبيئات والمنشآت التعليمية، ودمج الخريجين في سوق العمل، وكذلك تهيئة البيئات. ستعمل وزارة التعليم خلال العام المقبل 2024 -بإذن الله- على أتمتة إجراءات تحديد مستوى الطلبة الدراسي، وتوفير التعليم الإلكتروني للطلبة السعوديين في الخارج من خلال فتح 3 مدارس إلكترونية، وزيادة الخدمات الرقمية في التعليم. كما ستعمل على تهيئة البيئات والمنشآت التعليمية وفق معايير الوصول الشامل في المجال البيئي والتقني والتعليمي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب رفع نسبة الملتحقين بسوق العمل من خريجي التعليم الفني والمهني إلى 41 % وذلك خلال 6 أشهر من تخرجهم.
كل هذه المستهدفات تنبثق من رؤية المملكة 2030 وتعمل على تحقيق أهدافها، وفي هذا السياق يمكننا أيضا أن نعمل على تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول إلى النسب العالمية (24 طالبًا في الفصل على الحد الأقصى)، وكذلك رفع نسبة التحاق خريجي الثانوية العامة بالمعاهد والجامعات السعودية على 95 % خاصة مع ازدياد عدد الجامعات والكليات في القطاع الخاص، ويمكن أيضا تسريع تخريج طلبة التعليم العام من خلال وضع نسبة مؤقتة (1 %) من إجمالي عدد طلبة التعليم العام، كما يمكن أيضا العمل على تخصيص نسبة مؤقتة (10 %) من مدارس المنطقة التعليمية لتقديم التعلم عن بعد للطلبة الذين يعانون من مشكلة الدوام اليومي لأي سبب من الأسباب، كذلك إنشاء المدرسة السعودية للتعليم الإلكتروني في الداخل كما هو مقترح في الخارج، بحيث يمكن تعليم الطلبة المواد النظرية من خلال المنزل وتخصيص وقت الدوام للمواد العلمية، إلى جانب تخصيص نسبة مؤقتة (20 %) للتجهيزات التقنية للفصول للمساعدة في التعليم الإلكتروني من عدد الفصول في المنطقة التعليمية. ومن المستهدفات المقترحة أيضا، حصول 5000 طالب وطالبة على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الطبية والهندسية والفيزياء وأبحاث البترول والطاقة، حيث يمثل العدد نسبة (5 %) تقريبا من عدد طلبة الجامعات السعودية.
إن تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ضمن خطط الوزارات والجهات المعنية ينبغي أن يتم تحديثه طبقا لما تم تحقيقه على أرض الواقع، وارتبطا بالاحتياجات المستقبلية العاجلة للمجتمع السعودي، خاصة مع الدعم الكامل لكل هذه الهداف من قبل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد حفظهما الله.