سلطان مصلح مسلط الحارثي
يبدو بشكل واضح وجلي لكل المتابعين في الوسط الرياضي، أن اتحاد الكرة السعودي «عاجز» عن إعلان توثيق البطولات، ولن يستطيع مواجهة بعض الأندية، التي تقاوم هذا الملف منذ سنوات طويلة، وتعترض على كل لجنة يتم تشكيلها للبحث في هذا الملف، الذي أصبح قضية القضايا، بينما هو في واقع الأمر سهل جداً، لو تبنى هذا الأمر شخصية قيادية تستطيع فرض رأيها على الأندية، التي تسعى بكل قوة لعدم إظهار هذا الملف، أو إظهاره بالشكل الذي يخالف الواقع!
قبل ما يقارب السنة، شكّل اتحاد الكرة لجنة من خبراء دوليين، وأعضاء آخرين مرشحين من قبل الأندية، وبعد مرور هذا الوقت الطويل، صُدم الوسط الرياضي قبل يومين، بخبر إلغاء هذه اللجنة، على أن يتم اختيار مرشحين آخرين!!
هذا الخبر الصادم، لا يعبر إلا عن «ضعف» اتحاد الكرة، الذي لا يستطيع المواجهة، ولن يستطيع حل هذا الملف، طالما أنه لا يعارض كل من يسعى لإيقاف هذا المشروع، لذلك نرى أن هذا الملف المهم، يحتاج لتدخل من سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي نجح في جميع الملفات الموكلة له، وقاد رياضتنا بشكل مذهل، حتى أطلق عليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «الوزير الشغوف».
مشروع توثيق البطولات، مشروع كبير، ولا بد أن تظهر نتائجه، فاليوم كرة القدم السعودية أصبحت محط أنظار العالم، الذي لو بحث أحدهم عن تاريخ رياضتنا، لما وجد أكثر من تاريخ تأسيس اتحاد الكرة! فلماذا نحاول «إرضاء» بعض الأندية على حساب سمعة الرياضة السعودية، ولماذا تُحرم الأندية من حقها الشرعي، الذي يرفع من معدل استثماراتها وأرباحها وقيمتها السوقية؟
لقد مضى وقت طويل ونحن نبحث في هذا الملف الذي لم يجد من ينبري له، ويقف في وجه المعارضين له، خاصة أنه سبق وأن تم تشكيل «ثلاث لجان» في أوقات متفاوتة، للبحث في توثيق البطولات، ومع كل أسف، تم إلغاء تلك اللجان، لجنتان ألغيت قبل أن تستكمل عملها، واللجنة الثالثة لجنة الأستاذ تركي الخليوي، الذي شكّل فريق عمله من عدد من المؤرخين، وتنقل من مدينة لأخرى، ليبحث عن المؤرخين الكبار، ويبحث معهم أدق التفاصيل، وبعد مرور أكثر من سنتين، ظهرت النتائج الموثقة، بتفاصيل دقيقة وغير مسبوقة، إلا أن هذا العمل التوثيقي الحقيقي، وجد معارضة من ناديين فقط، كما وجد معارضة إعلامية من قبل «إعلام» ليتم إلغاء هذه النتائج!
نحن أمام حالة «معارضة» من قبل بعض الأندية، ومحاولة «تأخير» هذا المشروع، وهذا لا يليق برياضة تسعى اليوم لتكون ضمن الأفضل على مستوى العالم، ولا تليق برياضتنا التي صُرف عليها المليارات، لتلحق بركب العالم، ولا تساير التوجه الذي يريده باني نهضتنا الحالية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أولى الرياضة السعودية اهتماما كبيرا وغير مسبوق.
الهلال زعيم آسيا وكبيرها
لم يكن التصنيف الذي أظهره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ووضع من خلاله نادي الهلال زعيما للقارة الآسيوية بـ97 نقطة، بالشيء المستغرب، فالهلال الذي تزعم القارة الأكبر منذ وقت مبكر، وحقق جميع ألقابها «4 دوري أبطال، و2 كأس السوبر، و2 كأس الكؤوس الآسيوية»، لم يستطع أي فريق آسيوي مجاراته، أو اللحاق به، ولذلك كان من الطبيعي أن نشاهد هذا التصنيف العالي للزعيم العالمي، ولكن الجديد بالطبع هو إقرار «فيفا» بزعامة الهلال الآسيوية، ليقطع دابر الحديث، على بعض الفرق التي كانت تشير لريادتها في آسيا دون خجل من أحد.
هذا الإنجاز الهلالي يُسجل باسم الكرة السعودية، ولا يخص نادي الهلال فقط، لذلك نبارك للوطن والقيادة الرياضية، هذا المنجز الذي يحق لنا أن نفاخر به أمام الجميع، فزعيم أكبر قارات العالم، نادٍ سعودي، اسمه الهلال.
الليث تحول لفريسة
يقبع فريق الشباب في المركز الثالث عشر بعد أن لعب 18 جولة في دوري روشن، لم يحقق من خلالها سوى 18 نقطة! بعد أن فاز في 4 مباريات، وخسر 8 وتعادل في 6، لتؤكد نتائجه على عمق الخلل الفني والإداري معاً، ولذلك من حق جماهيره أن تغضب، وتطالب بالتصحيح العاجل، لتفادي خطر «الهبوط»، لدوري الدرجة الأولى! فالمركز الذي يحتله الشباب متأخر جداً، ولا يليق بنادٍ عريق، كان إلى وقت قريب بطلا لا يغادر منصات الذهب، فكيف تحول «الليث الأبيض» إلى «فريسة» أصبح اصطيادها سهلا للغاية؟!
الشبابيون أمنوا الرئيس المنجم على ناديهم، وعليه أن يكون بحجم المسؤولية التي وضعها فيه كبار أعضاء الشرف، ومحبو نادي الشباب، الذين دعموه بكل قوة، فالمنعطف الذي يمر به الشباب خطير جداً، وأن لم تستشعر الإدارة أهمية ذلك الخطر، ومحاولة تصحيح الوضع الفني داخل الفريق، فإن هبوط الفريق الشبابي سيكون مسألة وقت، وهذا ما لا نتمناه لشيخ الأندية.
تحت السطر:
- انتهى كأس العالم للأندية، الذي استضافته المملكة خلال الأيام الماضية، وحقق المان سيتي كأس البطولة كما هو متوقع، ولكن الأهم بالنسبة لنا، هو نجاح البطولة من الناحيتين التنظيمية والجماهيرية، وقد أشاد بهما رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد الآسيوي، ولذلك وجب شكر المسؤولين عن الرياضة بقيادة سمو الوزير الشغوف عبدالعزيز بن تركي الفيصل.
- نجاحنا في التنظيم، من خلال بطولة كأس العالم للأندية، ينعكس ايجابياً على ما سنقدمه في قادم البطولات الكبرى، مثل كأس أمم آسيا 2027 وكأس العالم للمنتخبات 2034، وحينما يشاهد العالم حسن تنظيمنا، وشغف جماهيرنا، بالتأكيد سيتطلع لرؤية بطولات كبرى قادمة بتنظيم رائع.