خالد بن حمد المالك
كان شعب المملكة والعالم، بعد ظهر أمس، على موعد مع افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وهي مناسبة مهمة، إذ يستمع الجميع خلال الحفل إلى الخطاب الملكي السنوي، حيث ألقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الخطاب هذا العام نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفيه تحدث عن أهم الشؤون المحلية والدولية بشفافية وبلغة الأرقام والإحصاءات.
* *
قال الأمير محمد بن سلمان في الخطاب الملكي السنوي نيابةً عن الملك سلمان بن عبدالعزيز: إن المملكة ماضية في نهضتها التنموية، وفق رؤية 2030 وبرامجها الطموحة، في إشارة إلى محافظتها على مكانتها المتقدمة عالمياً، وتحقيق المزيد من التطور والازدهار، وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، وأنها متقدمة في أكثر من 50 % من مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
* *
الخطاب الملكي السنوي يمثل أهمية، إذ يسير على هديه المجلس في أداء رسالته في خدمة الوطن والمواطنين، ويعكس اهتمام ودعم القيادة ومساندتها لأعماله، بما في ذلك اقتراح المجلس للأنظمة والقوانين، وتطوير البنية التشريعية للجهاز الحكومي والإداري للدولة، كما أنه يعكس سياسة المملكة الداخلية والخارجية، بما يجعله خارطة طريق يسير المجلس على نهجها، بما يرد فيه من مضامين سامية.
* *
لاحظنا ضمن مضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الرصد الدقيق لكثير من الإنجازات التي تحققت، فالاقتصاد السعودي هو الأسرع نموًّا على مستوى دول مجموعة العشرين في العام الماضي بمعدل 8.7 %، وفي السياحة كان الأداء تاريخياً في الربع الأول من هذا العام، حيث كانت نسبة النمو 64 %، فيما بلغ الحجاج قرابة مليوني حاج وعشرة ملايين معتمر، وهذا يظهر جودة العمل، والسياسة الحكيمة، والتطلع إلى ما هو أفضل.
* *
وفي الخطاب الملكي عن العلاقات الدولية، أشار سموه إلى أن المملكة استضافت أكثر من 100 دولة في العام الماضي، وأنها اختيرت لتنظيم كأس العالم، واستضافة إكسبو، وعقدت عدداً من القمم العربية والإسلامية والدولية، تركزت على إيجاد حراك عربي وإسلامي مشترك للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
* *
هناك تفاصيل كثيرة وردت في الخطاب الملكي السنوي، وفيها التأكيد على أن المملكة تتمتع برؤية صحيحة في إدارة الدولة داخلياً وخارجياً، وأن مكانتها بين دول العالم أصبحت متميزة، ومؤثرة، وموثوقة، ولهذا يأتي هذا الخطاب ليذكِّر بكل ما له علاقة بإنجازاتها، ومواقفها، وريادتها في كثير من المواقف، وفي مجمل تعاملاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
* *
ولا خلاف على أن إلقاء خطاب ملكي سنوي في مجلس الشورى، لوضع المواطن السعودي في صورة الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، إنما هو من باب إشراكه في تحمل المسؤولية في خدمة وطنه، وفق النهج الذي ترسمه له قيادته، وتوجهه إليه، وتدعو كل فرد إلى تحمل مسؤوليته من الموقع الذي يعمل فيه.
* *
المناسبة كانت كبيرة ومهمة، وتلخص للمواطنين خطوات التطور المتنامية في البلاد، كما تؤكد أن هذه الطفرة التي تمر بها المملكة من حيث الإنجازات، وحجم الطموح، والعمل المتسارع في نقل بلادنا نحو آفاق تجعل منها دولة حضارية راقية، ومثاراً للإعجاب والمحاكاة من دول أخرى، إنما هو بفعل العمل الدؤوب، والوضع الاقتصادي المتطور، والاستقرار الذي تمر به بلادنا في هذا العهد الزاهر.