محمد العبدالوهاب
عبارة قالها المعلق الرياضي المثقف القدير (المعتزل) علي داود، إبان مباراة منتخبنا أمام الكوري الجنوبي.. تحديداً بعد هدف صالح خليفة بالباب الجنوبي أيضاً بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس 84م.. وهو يعلق على مباريات منتخبنا بتلك التصفيات، وعيناه (يبدو لي) ترى وبدهشة!! تلك الهجمات وراجمات الصواريخ التهديفية، منها خماسيات وأخرى رباعيات تهز شباك غالبية المنتخبات هناك، وكل منهم على حدة.
أقول.. كما كان هذا كله.. كانت عبارته عنواناً لمقالي.. بعد مشاهدتي مباريات الجولة 18 من دوري روشن، والتي أعادتني للزمن الماضي الجميل الذي كانت فيه الأهداف عنوان جمالية كرة القدم.
بدءا بسباعية الهلال بمرمى (أبها) البهية، فبعد أن استقبلهم بكرم الضيافة بالمجلس، أظهر قسوته عليهم بالملعب بكل عنفوان وقوة وسطوة، مسجلاً الهزيمة الأكبر في تاريخ فارس الجنوب، في المقابل كانت نتائج غالبية الفرق الأخرى سجلت حضوراً تهديفياً (وبالثلاثة) لكل منهم، وكأنهم على اتفاق مسبق بألا يتجاوز هذا الرقم كأعلى سوم!
كان الضحايا فيها: الاتحاد والتعاون والاتفاق والفيحاء والطائي والرياض، حتى ظننت أن تلك الجولة كانت تحمل مسمى (مزادات علنية بمن يسجل أكثر)، بيد أنها حفلت بالرقم الأعلى تسجيلاً لأهداف عن الجولات السابقة قوامها (34) هدفاً.
وبالجهة المقابلة، كان هناك نادي التحدي الذي يبحث عن أستعادة مكانته السابقة (كرائد) لأندية القصيم، بحضوره كأول فرقها تأهلاً لمصاف دوري الكبار، والاستقرار فيه حتى اليوم، وبشعاره التحدي المتعارف عليه باجتياز ظروفه لحد كبير، خصوصاً بالجولات الأربع الماضية، وبقيادة نجمه البركاوي الذي جاء وبمثابة (البركة) عليهم بهز شباك الاتحاد، ومن قبله الشباب، ليعود للواجهة مجدداً كأميز فرق مؤخرة الترتيب من حيث النقاط، وبعداً عن شبح الهبوط، فضلاً عن كونه الفريق الذي أسهم في انقلاب على نتائج فرق المقدمة، مما أظهر مكانة وقوة الدوري السعودي من حيث التنافس والتشويق والإثارة.
* * * *
انهض يا شيخ
مهما جاء الانتماء منا تجاه فريق عن غيره.. يظل (الليث الأبيض) شيخهم بالمكانة والتاريخ، وشباباً، بعنفوانه وصولاته وجولاته، متوجاً فيها سجلاً حافلاً بإنجازاته وبطولاته المحلية والعربية والآسيوية، فضلاً عن كونه أحد أركان الكرة السعودية، فالمتابع لمشواره ومساره الإداري والفني واللاعبين بالموسم الحالي، يقف مستغرباً ومتالماً مما وصل إليه الحال من انحدار بالمستوى والنتائج، ووضعه بترتيب لا يرتقي بمكانته!!..
هنا أسجل وأكتب وأقول: بأني لا أقلل من جدارة واستحقاق الفرق الأخرى التي كسبته نتيجة ومستوى -إطلاقاً-، وإنما أتحدث مع من هم داخل أسواره من إدارة ولاعبين: ماذا أنتم فاعلون بكيان، أجزم بأنه لا يستحق منكم المشاهدة وبصمت بما يقدمه في الملعب من حضور متواضع ومستوى غير لائق لفريق كان بطلاً ثم هوى بتواجدكم!!
* * * *
التصنيف العالمي.. ماركة سعودية
يظل التصنيف بمفهوم العام للحياة الطبيعية هو التميز في القدرات والعطاء والوهج عن بقية من حوله من حيث التباين والفوارق بينه وبينهم، فما حققه وطننا المعطاء (حفظه الله) من صدارة التصنيف العالمي في شتى مجالاته التنموية سياسياً واقتصادياً ورياضياً بمثابة الفخر والاعتزاز بمنجز فخم وعظيم، يترجم الاهتمام والحكمة والإدراك من لدن حكومتنا الحكيمة، تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين (حرسهما الله).
أقول.. وبحكم تخصصي كرياضي: احتفينا كمواطنين بمنجز رياضي جديد وجدير، متمثلاً في تحقيق نادي الهلال صدارة، وبالمركز الأول كأفضل الأندية الآسيوية من حيث الإنجازات والبطولات، وذلك من قبل تصنيف (فيفا) السنوي، كمنجز مستحق وغير مستغرب أن يناله وصيف بطل أندية العالم بالموسم الماضي، والذي يعكس حقيقة واقع الدوري السعودي من مكانة وشهرة عالمية، وامتلاكه الريادة والقيادة حتى الآن على القارة الآسيوية؛ بيد أنها هي الدولة الوحيدة التي يتواجد في بطولتها أربعة فرق بدوري أبطال آسيا للأندية، ففي الوقت الذي نهنئ فيه الوطن والهلال بهذا المنجز الفخم العظيم، أقدم دعواتي بالتوفيق والأماني بأن يحقق أحد فرقنا الأربعة، ممثلة (الوطن) الحالية كأس القارة الآسيوية مجدداً.
* * * *
آخر المطاف
يا بلادي واصلي والله معاك..
ألف يهنأ لك وشعبك أمين..
رايتك تحمل شعارك..
هي في الدنيا منارك..
الله يحميك إله العالمين.