محمد سليمان العنقري
يعقد الشهر القادم في الرياض مؤتمر التعدين الدولي الثالث والذي أصبح حدثاً دولياً منتظراً للحديث عن مستقبل التعدين عالمياً ومناقشة احتياجاته وتحدياته وطرح الحلول لها كل عام حيث ستشهد النسخة الحالية مشاركة دولية ضخمة بحضور 145 دولة وعدد المتحدثين 250 ما بين مسؤولين ومتخصصين وتنفيذيين على مدى ثلاثة ايام ما بين 9 الى 11 يناير القادم فأهمية هذا المؤتمر تتماشى مع استراتيجية المملكة بأن يكون قطاع التعدين الركيزة الثالثة في الاقتصاد بعد النفط والبتروكيماويات مع اخذ دور ريادي دولي بتعزيز التوجه للترويج لمنطقة معادن تمتد من افريقيا اغنى قارات العالم بالمعادن الى غرب ووسط آسيا فالصناعة عالميا تطورت واصبحت بحاجة للكثير من المعادن كماً ونوعاً خصوصا بعد التوجه للطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية وايضا التقنيات الحديثة.
رؤية المملكة تركز على التحول بالصناعة السعودية لخلق قيمة مضافة واسعة حيث وضعت عدة اهداف سيكون لقطاع التعدين دور بارز فيها ومنها صناعة 500 الف سيارة كهربائية بحلول العام 2030 وقد بدا مصنع لوسيد بالعمل قبل عدة شهور بالاضافة لانتاج 17 جيجاوات من الطاقة النووية وكذلك انتاج 40 جيجاوات من الطاقة الشمسية وكذلك زيادة الانتاج من طاقة الرياح بالاضافة لتصنيع 200 الف نظام تخزين للطاقة مع تطوير نظام الاقمار الصناعية وزيادة في بعثات الاستكشاف للفضاء والعمل على توطين 70 بالمائة من سلاسل الامداد، فقد افرزت جائحة كورونا اهمية وجود مناطق عديدة بالعالم تلعب هذا الدور والمملكة بحكم امكانياتها وموقعها الجغرافي فإن توجهها للعمل على لعب دور دولي هام بسلاسل الامداد سينقل الصناعة السعودية لافاق كبيرة ولذلك فإن استراتيجية نظام الاستثمار التعديني جاءت لتلبي احتياجات القطاع لتحقيق هذه الاهداف المهمة التي ستسهم بتنوع الاقتصاد الوطني وجذب استثمارات ضخمة له وكذلك اكتساب مكانة دولية رائدة في التجارة العالمية وتعزيز المصالح مع اكبر الاقتصادات والمناطق الواعدة وقد وضعت محفزات عديدة لجذب الاستثمارات المحلية والدولية منها معدلات ضرائب تنافسية تساوي بين المستثمر المحلي والاجنبي والسماح بتأسيس شركات اجنبية بنسبة 100 بالمائة مع تسهيل الحصول على قرض يعادل 75 بالمائة من رأس المال من خلال صندوق التنمية الصناعية خصم على 90 بالمائة من عائدات المعادن للبيع محلياً او تطوير صناعات تحويلية مع فترة إعفاء لخمسة اعوام للمناجم الجديدة وغيرها من المحفزات فصناعة التعدين متشعبة ولذلك هناك سعي لجذب الخبرات العالمية للسوق السعودي من شركات ورؤوس اموال بالاضافة للشراكات الدولية وكذلك تاسيس شركة «منارة» كذراع للمملكة للاستثمار خارجيا في المعادن وزيادة حجم المتاح منها محلياً مستقبلاً مع تطور الصناعة الوطنية وتلبية احتياجاتها من المواد المعدنية.
قطاع التعدين شهد انجازات تأسيسة مهمة كاصدار نظام الاستثمار والمسح الجيولوجي لحوالي 700 الف كيلومتر مربع من مساحة المملكة ورقمنة جميع البيانات الجيولوجية التي جمعت بياناتها منذ 80 عاما حتى اليوم واتاحتها للمستثمرين عبر منصة الكترونية موحدة كما تم اطلاق منصة الكترونية لاصدار التراخيص والتي ارتفعت منذ ثلاث سنوات باكثر من 200 بالمائة فالتعدين وصناعاته اصبح اكثر من اي وقت مضى يكتسب اهمية بالغة في قوة الدول اقتصاديا ويشهد العالم اتخاذ دول عديدة وقف تصدير بعض المعادن مما يدلل على اهميته كثروة ناضبة وذات تأثير كبير في ازدهار الاقتصاد العالمي.