عبد العزيز الهدلق
مهما حدث في قطاعنا الرياضي من تطور، وارتقاء في التنظيم والممارسة، وفي تطبيق المفاهيم الحديثة، إلا أن قطاعا واسعا من الإعلام الرياضي مازال على عهده القديم. يمارس طرحه ونقده وتحليله بأفكار وأساليب عهود الملاعب الترابية.
ارتقت رياضتنا وتطورت ووصلت للعالمية في التنظيم والمنافسة ولازال الإعلام الرياضي (كثيرا منه) يعيش في سباته القديم. ويكرر أفكاره البالية المهترئة. وللأسف أقول ذلك وأنا جزء من الإعلام الرياضي. والسبب في تقديري أن آليات الإعلام تغيرت وأصبح الإعلام المرئي هو سيد الساحة، وكذلك الإعلام الجديد بتطبيقاته المختلفة. فعندما كانت الصحافة المقروءة هي المحرك الإعلامي الأول كان هناك قوة وتأثير ومواكبة للتحولات والتغيرات التي كانت تحدث. وكانت القيادة الرياضية مع كل إنجاز وفي كل محفل تؤكد أن الإعلام شريك في المنجز، بطرحه ونقده وتحليله الذي يقود للتطور، وليس الذي يكرس التعصب والجهل والتضليل مثلما هو حاصل اليوم.
فالإعلام الرياضي السابق كان يقوده عمالقة وأساطير ارتقوا بممارستهم المهنية حتى أصبحوا رؤساء تحرير ورؤساء قنوات تلفزيونية كبرى. وكانوا مدارس إعلامية تخرج على أ ديهم أجيال من الإعلاميين المهنيين الناجحين والمميزين.
لقد بلغ التردي في إعلام اليوم أن أصبح دعم الدولة أيدها الله لقطاع الرياضة موضع صراع بين متعصبين.! وهناك من جعل دعم الدولة للأندية الرياضية مادة للتناول والنقاش في البرامج الرياضية التلفزيونية من قبل من لا يعرف حجم هذا الدعم، ولا مقداره، ولا آلية تقديمه، ولا نصيب كل ناد منه!! فتجده يتحدث بمعلومات غير صحيحة ثم يبني عليها اتهامات بعدم العدالة وأن هناك أندية نالت نصيباً أعلى من أخرى!! وأن هناك أندية تم الاجحاف بحقها.
كل ذلك يحتاج إلى ايقاف من يتجنى على الحقائق فوراً من قبل المراجع الرسمية الاعلامية والرياضية، فما يحدث فيه إساءة وتشويه للمشروع الرياضي الوطني، وتأجيج للشارع الرياضي، وشحن للجماهير، في موضوع حتى من يطرحه على طاولة الحوار لا يعلم ولا يدرك إطاره ولا حدوده ولا أبعاده.
إن دعم الدولة والقيادة أيدها الله لقطاع الرياضة ليس مجالاً مفتوحاً ليخوض فيه كل متشنج ومتعصب. لقد كان تناول موضوع الدعم واستقطابات الصيف للأندية محكاً حقيقياً وقوياً للبرامج التي طرحته للنقاش. وقد كشف مقدار جهل من طرحوه ومن ناقشوه، ليس بالدعم فقط. ولكن جهلهم بقواعد الطرح والنقد والتحليل الإعلامي السليم. فلا يمكن أن يطرح برنامج موضوع للنقاش وفريق الإعداد فيه لا يعرف أبعاده، والمذيع يجهل حجمه ومقداره، ولا يملك أي معلومات صحيحة عنه!! فعلى أي أساس سيكون الحوار!؟ ولكن هذا لم يمنعهم، فقد انطلقوا في الحوار كعادتهم دون أساس! وبلا معلومات صحيحة ودقيقة، وكل طرف في الحوار يجذب الحقيقة الوهمية لصالحه. وهناك من يتباكى بأنه لم ينل حقه العادل! وهو لا يعرف ما مقدار حقه العادل! وهناك من أشبع البرنامج ضجيجاً بأن النادي (س) أخذ من الدعم أكثر من غيره!! وهو لا يعرف كم كان نصيب النادي (س) أساساً، أو نصيب النادي (ص)، أو غيرهما.!! كانت الحوارات في كل البرامج التي تناولت الدعم تسير في اتجاهات ومتاهات مختلفة ومخالفة للواقع، وكل من شارك فيها أدعى المظلومية، ووصل التخبط في الطرح إلى درجة أن ضيف أحد البرامج قال في حلقة أن النادي (ع) نال حقه بعدالة، وفي حلقة أخرى قال بأن نفس هذا النادي مظلوم وقد أجحف بحقه!!
لقد كانت حوارات الدعم الحكومي ودعم استقطابات الصيف بمثابة المجهر الذي فضح تلك البرامج، وكشف حقيقة عملها، وأنها قائمة على الضجيج المفتعل، فلا منطق، ولا حقائق ولا معلومات، ولا أسس يبنى عليها الحوار. مجرد افتعال جدال عقيم، وتجاذب وتلاسن بلا نتائج ولا أهداف. بل ملء وقت هذه البرامج بمحتوى غث ومفلس.
كم هو حليم وصبور المسؤول الرياضي وهو يرى ويسمع مثل ذلك الطرح العقيم، والتناول البعيد عن الحقيقة والمنطق، وحجم الاتهامات التي توجه للجهات المختصة والمرجعيات الرسمية بلا دليل، وبلا معرفة ولا اطلاع على حقيقة وتفاصيل موضوع القضية التي يتم تناولها.
وكم هو حليم وصبور المسؤول الاعلامي وهو يرى المهنة الإعلامية الرياضية تمارس في أسوأ وأبشع صورها. ولم يعد التذمر من الدخلاء على مهنة الإعلام بأنهم زاحموا الكفاءات والمتخصصين في مجالهم، بل لأن أولئك الدخلاء أصبحوا في مواقع صنع القرار في قنوات ووسائط إعلامية مؤثرة على عقول وأفكار الشباب والناشئة. وطبيعي ما نراه اليوم من مخرجات هابطة وغثة، لا تليق بالإعلام السعودي، ولا تليق بالتطور الرياضي الذي نعيشه.
زوايا
** اتضحت معالم المنافسة على بطولة دوري روشن بين الهلال المتصدر والنصر صاحب المركز الثاني، ومن أجل تحقيق مزيد من العدالة التنافسية يجب أن يقود كل مباراة يخوضها الفريقان إلى ختام الدوري حكام أجانب من النخبة! وألا يكون ذلك اختيارياً، بل إجبارياً، وأن يبادر اتحاد الكرة باستدعاء حكام أجانب دون انتظار طلب من أي من الناديين. لأن أي مباراة يخوضها أحدهما ستكون مؤثرة على الآخر في سباق المنافسة. وقد وصلنا لمرحلة لا تقبل أي تأثير أو أخطاء تحكيمية ترتكب وتغير مسار المنافسة!
** اتجه مدربو الفرق التي تواجه الهلال للسيطرة على الهداف المرعب ميتروفيتش لمنع الهلال من التسجيل فجابههم العبقري خيسوس بطريقة مضادة بأن جعلهم يأكلون الطعم بميتروفيتش ويسجل عن طريق سافيتش وسالم ومالكوم.. وغيرهم من القادمين من الخلف والأطراف. وأصبحت تلك الفرق في مشكلة ما بين القبض على ميتروفيتش أو تركه ومراقبة الآخرين!!
** أغرب نصيحة وجهت للإدارة الهلالية هذا الأسبوع كانت من المحلل التحكيمي القدير الكابتن سمير عثمان عندما نصح الإدارة بأن تتوقف عن استدعاء الحكم الأجنبي وتكتفي بالحكم المحلي، فالفريق كما يقول متصدر ويفوز بالسبعة والتسعة!! يبدو أن أبو محمود يريد بهذه النصيحة تقريب المسافة بين المتصدر والآخرين!
** الحساب الرسمي لدوري روشن في منصة x والتابع لرابطة دوري المحترفين كشف عن ميوله بشكل واضح، وكثير من منشوراته تحمل نفس أصفر صريح. وهذا يؤثر على سمعة الرابطة وصورتها لدى المجتمع الرياضي الذي ينتظر منها الحياد، في الوقت الذي يصر فيه الحساب على أن يكون ليس كذلك.
** المناداة بالعدالة مجرد شعارات يرفعها البعض، فالمطالبات بالحكم الأجنبي فضحها الهروب للمحلي!!