م. بدر بن ناصر الحمدان
بالنسبة لي، المبادئ التي تتعلق بـ»الدين» و»الأخلاق» و»القيم الإنسانية» هي ثوابت لا مساس بها، مهما حدث وتحت أي ظرف ومهما كلّف الأمر، أما بالنسبة للمبادئ الأخرى «الثانوية» فهي قابلة للتغيير والتنازل وحتى الدفن وفق ما تقتضيه مجريات الحياة، وطبيعة العيش، فالإنسان كائن حي يؤثر ويتأثر. في فترات سابقة كنت أعتنق العديد من تلك المبادئ «الثانوية» وأمارسها بل وأُروّج لها وأحاول أن أُقنع الآخرين باعتناقها، وما أن يعتنقونها أُفاجئهم أحياناً بأنني تنازلت عنها بل واعتنقت ما يضادها، ومُبرري في ذلك أن هذا ما هو إلا إجراء روتيني «وفق ما يقتضيه الموقف» ومن أجل البقاء مفعماً بالحياة.
كل ما يحيط بك «يتغيّر»، في منزلك، وعملك، والشارع، والأماكن العامة، ووسائط النقل، ووسائل التواصل، مما يحتم عليك أن تكون قابلاً للتغيير أيضاً بشكل مستمر وسريع لمجاراة ثقافة التحوّل التي أنت جزء منها في نهاية المطاف، وإلا ستجد نفسك في الردهة الخلفية يوماً ما، وهذا عادة ما يتطلب إحداث تغيير في قناعاتك التي تمثل المُوجّه الرئيس لبوصلة تعاملك مع الآخرين.
الحياة على الأرض وفي أعماق البحار أثبتت أن «التكيّف» و»التعايش» مع البيئات المحيطة هو السبيل لبقاء الكائنات الحيّة، وضمان استمرار عيشها بما فيها الإنسان، وإلا سيكون مصيرها «الانقراض».
لا تكن «شجرة» تنمو في مكانها، وقرّر تغيير مبادئك إذا ما اقتضى الأمر.