تغريد إبراهيم الطاسان
في ظل الكثافة السكانية المتزايدة في المدن الرئيسية، بسبب المشاريع الكثيرة التي هي أحد وسائل تحقيق التنمية داخل المملكة، وما ترتب على ذلك من هجرة المواطنين إلى المدن الكبرى، بالإضافة إلى توافد عدد كبيرمن المقيمين إلى مملكتنا الحبيبة لأسباب متعددة، وبسبب انتعاش قطاع السياحة، وإبداعات مواسم الترفيه، أضف إلى ذلك قيادة المرأة وما نتج عنه من ازدياد عدد السيارات إلى الضعف أو أكثر، أصبحت شوارعنا مكتظة بمئات آلاف المركبات، بازدحام لا يخف، وصخب لا يهدأ ليل نهار، من أجل ذلك أصبحت الاختناقات المرورية نتيجة حتمية وطبيعية للأسباب السابق ذكرها.. وطبعاً ككل ما هو مدروس في مسيرة التنمية التي نسعى اليها بخطى راسخة وحثيثة وضعت الإدارة العامة للمرور والمرتبطة بمديرية الأمن العام، حلولاً لمواجهة سلبيات هذا الازدحام المتزايد وغير المعتاد في مدننا وشوارعنا السعودية.. ومع ذلك فإن الملاحظ أن الاختناقات المرورية في ازدياد يلتف حول عنق السائقين ويضغط على صمام هدوء كثير منهم بما يفقدهم هدوءهم في مواقف كثيرة نشاهدها يومياً
فمن المسؤول عن ذلك؟
هل أنظمة المرور عاجزة عن مواجهة هذه المشكلة؟
أم أن هناك أسباباً أخرى خارجة عن نطاق مسؤلية ادارة المرور؟
في رأيي المتواضع أن قطاع المرور يعمل بجهد واضح لاحتواء أزمة المرور المتزايدة.. فكل يوم هناك أنظمة وقوانين وعقوبات تقف بوجه سيول المركبات التى تملأ الشوارع، في سعي حثيث لضبط حقوق وواجبات مرتادي الطرقات في ذروة ازدحامها. لذلك فمن الظلم أن نلقي اللوم على الإدارة العامة للمرور لأنها بتواجد أنظمتها وقوانينها المتجددة والمستمرة بهدف ضبط الحركة المرورية، هي في أذهاننا قيد الحضور المستمر.. ولكن كل هذه الجهود إن لم تقابل بوعي وأخلاق من قائدي المركبات فلن يكون لها ذلك الأثر الذي يوازي الجهد والتعب من الجهات المرورية..
إذاً فالمشكلة الأكبر تأتي من المواطن والمقيم الذي لايمكلك الوعي بحقوق الغير ممن يشاركه استخدام هذه الطرقات، ولا يملك الأخلاق التي تجعله يلتزم بالقوانين والضوابط المرورية ولا الصبر الذي يجعله يمتنع عن التهور الذي يجعله يقف بالمسار المناسب كغيره في انتظار دوره في الدخول من الطريق الفرعي إلى الرئيسي، أو»اليوترن» دون تجاوز المنتظرين من اليمين، أو تخطيهم من الرصيف شمالاً.. معرضاً نفسه وغيره للخطر، بل إن كثيراً منهم يعكس السير من أجل اختصار الطريق أو يقطع الإشارة وغير ذلك من التجاوزات الخطرة رغم صرامة العقوبات..
إذاً فالمشكلة ليست بالأنظمة ولكنها بالوعي والأخلاق التي يجب أن يكون لها حلول تستهدف رفع منسوبها عند قائدي المركبات.. لأن تبجح البعض أصبح يحتاج إلى عقوبات بنفس قوة تجاوزه على حقوق الآخرين.. من أجل السلامة العامة التي يأثم من يستهتر بها..
كاقتراح يحتاج إلى الدراسة من أصحاب الاختصاص، أرى أن رفع مستوى الوعي والأخلاق المرورية ربما يحتاج إلى إيقاف السائق لمدة معينة عن قيادة المركبة عند تكرار المخالفة، وتتضاعف هذه المده بتكرار المخالفات، أيضاً في تفعيل دوربعض التخصصات مثل الاخصائي الاجتماعي، والنفسي، والأطباء، ورجال الدين، وأي تخصص قد يدعم جهود رجال المرور من خلال دورات تزيد من مستوى الوعي والتهذب من أخلاقيات قائد العربة.. وهذا ما نحتاجه بشدة في الوقت الحاضر .. لأن الالتزام بأنظمة المرور وآدب الطرقات أحد مظاهر رقي وتطور وتنمية المجتمعات التي يجب أن نحرص عليها كسعوديون لا يقبلون الا بما يرتقي بنا كوطن وشعب.