علي الزهراني (السعلي)
أستودعك الله.. كل التقدير لك والاحترام.. انتهى!
تغيّر وجهه مُرْبدا، حلّ في محياه قوس فزح، تنهّد بالآهة أخرج الأنّة، لفظ آخر كلمة من اسمها، تناثر دمعاته على هاتفه تترى في سؤالٍ طيب لماذا؟!
رسالتها هذه غيّرت يومه كله، اقفلها، تصفّح كتاب الأغاني من كتاب أبي فرج الأصفهاني وعند صفحة منه لم يكمل خصوصاً في اختيار الخليفة الرشيد لمئة صوت من الملحنين وأبياتها حتى استقر الاختيار على ثلاثة منهم، ولكن لا يزال أثر رسالتها خطّ في قلبه مع سطور الكتاب حين أراد قراءة آخر صفحة من هذا المجلد، عادت كلمة كتبتها «انتهى» تقض تفكيره، أغلقه محتارا هل ينام أم يناجي ربه في الثلث الأخير انتظارا للفجر؟
استيقظ بعد أن تسللت أصابعه هنا... هناك... فلم يجده فتح عينيه جيداً نحو هاتفه متسائلاً أين هاتفي هذا؟ وجده أخيراً مستلقياً على «استاند» المخصص للقراءة، ضغط الهاتف بقوة من جانبه يريد فتحه وفي داخله يتمنى يجد رسالة منها، تعبت يده وهو لم يفتح! سحب توصيلة، أدخلها في موضع الشحن، تركه قليلاً لملم أوراقاً، التي فيها أثر فطور من طعمية وباذنجال وقطع من البطاطا والطماطم، وبدأ ينظّف بقايا عصير اندلق على السجادة، وكل جوارحه مع هاتفه حين أضاء ترك المنشفة السىوداء ونظارته التقطه ضارباً بيده على الأرض تأوّه لنسكاب قطرات دمٍ من جرح ليلة أمس نسي رقم المرور، تذكر وتذكر... دون فائدة، وضع آخر أربعة أرقام من هاتفه من بطاقته الشخصية من آخر كتبه «أنثى السواد» بلا جدوى هنا نطق اسمها «ليه يا ... « وعلى الفور وضع حروف اسم حبيبته الأربعة عادت الروح لهاتفه، هرول ذؤابة إلى اسمها ابتعد عن الشاشة لم يجد صورة عرضها بل صورة سواد لشبح!
طبّب جرحه، صلى العصر وفي المسجد سأله جاره عن اختفاء حضوره معهم متحمدا له على السلامة.. ذكر له أعذارا من رأسه ردّ عليه -المهم تكون بخير- رجع لشقته حاسر الرأس ومن خلف ضلوعه قنبلة لم تنفجر بعد!
تصفّح حساباته تارك منصّة لم يمرّ عليها وحين فتحها ارتحل إصبعه عند حساب حبيبته وقد حضرته زاد من غيظه، كان همه الوحيد يعرف إجابة منها لسؤال «طيّب لماذا كل هذا؟!»..
تذكر أنه نسخ صوتها في حسابه الخاص بالواتساب باسمه طبها هنا استمع له مكرراً ذلك، وبعد كل صوت للمقطع يسأل نفسه:
- مع خالص الود والعرفان
شكرا جزيلا من أعماقي
تبي الصراحة أنا الغلطان
إلي كتبتك على الأوراقي
سطر وفاصلة
الحبّ ليس كلاما على الورق، العشق ما استقرّ في القلب بقلق، الهوى ليس كلمة تَعْبُر بين السطور في حلم تشظّى بل ماء حار ينكسب عليك فجأة مندلق، الغرام ليس تعلّق بمن تحب الحبّ هو التقاء روحين بفرح وليس ما اتسق، الهيام هديل حمامه يرفرف قلب عاشقين وليس الحب كما اتفق.