سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم نكن نكتب عن التحول والتطور الذي تشهده الرياضة السعودية محاباة أو مجاملة لأحد، بقدر ماكنا صادقين مع أنفسنا قبل أن نكتب واقعاً يلمسه الجميع، فذلك التطور بل القفزات الهائلة التي قفزتها الرياضة السعودية، لم تكن لتتحقق لو لم يقف خلفها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي كان مؤمناً بأهمية الرياضة، ومدى تأثيرها كقوة ناعمة في المجتمعات العالمية، ولذلك منح الصلاحية لسمو وزير الرياضة، ليعيد ترتيبها، وينهض بها لتقارع العالم، ويقيم المشاريع الرياضية، بما فيها المدن الرياضية التي ستكون بنمط مختلف، ويستضيف الرياضات المختلفة، وينهض بكرة القدم من خلال استقطاب ألمع نجوم العالم، كل ذلك بميزانية هي الأعلى منذ بداية تاريخنا الرياضي.
تطورنا الذي شهد به العالم «الحر» والإعلام «المستقل»، بصم عليه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، الذي قال خلال زيارته المملكة الأسبوع الماضي: «لم أرَ تحولًا رياضيًا بهذا الحجم وفي هذا الوقت القصير في أي دولة في العالم، كما يحدث في المملكة العربية السعودية»، ومثل هذه الإشادات التي تأتي من شخصيات رياضية عالمية مثل رئيس الاتحاد الدولي، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، لم تكن مجاملة، فقد حضروا وشاهدوا بأعينهم التطور الذي نلحظه كل يوم في جميع المجالات بما فيها المجال الرياضي، لهذا نقول شكراً لخادم الحرمين الشريفين، وشكراً لقائد رؤيتنا الملهم محمد بن سلمان، شكراً على كل ماتقدمانه لهذا الوطن الذي أصبحت طموحاتنا فيه تلامس عنان السماء.
«الوصافة العالمية» صعبة قوية
لم يكن إنجاز فريق الهلال في نسخة كأس العالم للأندية في النسخة الماضية التي استضافتها دولة المغرب، وحقق من خلالها فريق الهلال لقب «وصيف العالم»، بعد أن وصل للنهائي، وواجه كبير القارة الأوروبية فريق ريال مدريد، ليحقق «الفضية العالمية»، دون أي مساعدة أو دعم من أي جهة داخلية أو خارجية، بل إنه ذهب وهو «مقيد» من اتحادنا المحلي، الذي فرض على الهلال عقوبة عدم تسجيل لاعبين جدد لفترتي تسجيل، وكانت هذه أكبر العوائق التي واجهها الهلال، ولكن الفريق «البطل» هو من يتحدى الظروف، ويستطيع تجاوزها، وهذا مافعله الهلال في كأس العالم للأندية، ولم يستطع فعله فريق الاتحاد، الذي تم دعمه بشكل غير مسبوق، إلا إن نتائجه كانت مخيبة لكل آمالنا، ليردد الهلالي بصوت عالٍ، «الوصافة العالمية صعبة قوية»، ويحق للمشجع الهلالي أن يتغنى بهذا المنجز العالمي غير المسبوق على مستوى الوطن العربي.
الاتحاد خيّب الآمال
رغم الدعم الكبير الذي حظي به فريق الاتحاد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، والتعاقدات الكبيرة التي أبرمها بدعم مباشر من «لجنة الاستقطابات»، للتجهيز لبطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها مدينة جدة في الفترة الحالية، إلا أن ممثلنا «فشل» في البطولة الأهم، وخيّب كل الآمال التي كانت معقودة عليه، ليصل على الأقل للنهائي، ولكن ممثلنا خرج من الدور الثاني، من أمام فريق الأهلي المصري، الذي يتفوق عليه الاتحاد في جانب القيمة السوقية، وكثرة النجوم, إلا أن هذا التفوق لم يكن كافياً ليتخطى الاتحاد أهلي مصر، فالأخير كان يملك «الرغبة والإصرار» وهذا كان كافياً ليتفوق الشناوي والشحات ومعلول وكهربا على «نجوم العالم» الذين يملكهم فريق الاتحاد أمثال كورناردو وفابينهو وكانتي وبنزيما, وهذا دليل على أن مشكلة الاتحاد لم تكن في «الاستقطابات» ووفرة النجوم، إنما مشكلة الاتحاد الأساسية، والتي لا يمكن التغاضي عنها، حتى وإن حاول الإعلام القريب من الاتحاد تجاوزها، ووضع المشكلة في «لجنة الاستقطابات»، إلا أن المشكلة الواضحة تكمن في «الإعداد» بداية هذا الموسم، فالاتحاد لم يُعد بالشكل الصحيح، ولم يقم أي معسكر، لا داخلياً ولا خارجياً، واكتفى بلعب البطولة العربية قبل بدء الموسم، وهذا خلل واضح، كان يُفترض على إدارة الاتحاد أن تتداركه، وتناقش المدرب حوله، ولكن الإدارة اقتنعت بخطة المدرب، وفشلت فشلاً ذريعاً، وهو ما كان يتوقعه القريبون من البيت الاتحادي.
رسالة جيسوس للفرج «تحذير وتنبيه»
في رسالة واضحة وشفافة وغير مستغربة على مدرب فريق الهلال العبقري جيسوس، الذي أشار بعد لقاء فريقه بالوحدة، إلى أن سبب استبعاد قائد الفريق سلمان الفرج عن التشكيلة يعود إلى أن «الفرج قام بتصرف لم يوفق به»، مؤكداً أن «الفرج لاعب مهم ولكن يبقى الهلال هو الأهم».
هذه الرسالة التي بعثها جيسوس للاعبيه فيها «تحذير» لكل من يرى نفسه فوق «الكيان» مستعيناً بـ»جماهيريته»، ومتوقعاً أن الجميع سيدعمه حتى وإن كان على «خطأ»، ولكن الجميل أن الجمهور الهلالي كان أكثر «وعياً» في ردة فعله، ودعم قرار المدرب، الذي يسعى لفرض «الانضباطية» على جميع اللاعبين.
رسالة جيسوس واضحة للجميع، وهي موجهة في المقام الأول للاعبيه، وإن كان قد عاقب «القائد»، فإن هذا العقاب، والتوضيح الذي تلاه فيه «تنبيه» لجميع اللاعبين، قاعدته الأساسية مبنية على «الهلال أولاً»، وليس هنالك من هو أكبر من الكيان، مهما كان اسمه ومهما كانت نجوميته.
تحت السطر
- بعد خروج الاتحاد من الدور الثاني في كأس العالم للأندية، سيبقى إنجاز الهلال في نسخة كأس العام الماضية صعب المنال على أي فريق آخر، خاصة وإن البطولة سيتغير شكلها ونظامها في نسخة عام 2025، التي ستكون قوية جداً، ويصعب على أي فريق آسيوي أو إفريقي الوصول للنهائي وربما حتى دور الـ4.
- الجميع يشتكي من إخراج المباريات عبر القنوات الناقلة للدوري السعودي، والجميع يصرخ بصوت عال، أنقذوا الدوري من هؤلاء المخرجين الذين يبدو أنهم لا يفقهون في أبجديات الإخراج.
- استمر فريق الهلال على انتصاراته المتتالية بعد فوزه على فريق الوحدة، ليصل لـ18 فوزاً متتالياً، و 26 مباراة دون خسارة على التوالي.. أرقام هلالية قياسية لا يمكن أن يحققها أي فريق لا يملك مدرباً «منضبطاً وصارماً».