محمد العبدالوهاب
في عصر تشهد فيه الرياضة السعودية نقلة حضارية - غير مسبوقة - من استقطابات نجوم كروية واستضافات عالمية وإنجازات وبطولات قارية وحضور مشرف بالعالمية.. إلا أنه ومن الواضح أن غالبية الإعلاميين إن لم يكن جميعهم ينقصهم بالطبع أهداف رؤية 2030 والمتمثل الجزء الأكبر منها بالمشروع الرياضي الفخم التاريخي.. (لربما) أن واقع انتمائهم لفرقهم أو برواية أخرى (صالحهم) صعّب عليهم فهمها كتوجه يفترض أن يقدموا ما يواكبه من منجز يتوازن مع تلك النقلة النوعية الحضارية الكروية وبالتالي يسهمون بجهدهم ومواطنتهم وبمكانتهم الذاتية في إبراز قدراتهم برفع أسهم الوطن عالياً عبر بوابة الرياضة.
أقول.. بالأمس القريب ومن حيث بطولة كأس العالم للأندية المقامة في جدة حالياً، ظهر البعض من كنا نعتقد أنهم إعلاميون، يتساءلون:
كيف تم ترشيح الاتحاد للمشاركة في البطولة؟ ويبدو لي أن تساؤلهم هذا جاء من باب التعصب أو الجهل.. وبصرف النظر عن إجابة أي منهما.. إلا أني أتمنى أن لا يكون من باب الجهل, حينها سيكون ردي دعوا جهلكم نائماً ولا تسهموا في إيقاظه, فعلى الرغم من الاتحاد السعودي قد أعلن منذ موافقة (فيفا) على الاستضافة بأن من سيمثل الوطن هو بطل الدوري.. بصرف النظر عن إذا كان هناك فريقٌ سعوديٌّ محققاً بطولتها القارية والذي سيتأهل تلقائياً بالمشاركة.
بل لعل المؤلم حقاً بأن هناك من الإعلاميين من احتفى واحتفل بإقصاء النمور من البطولة, أقول:
(إعلاميون وليس مشجعين عاديين) وبالعلن!!
متناسين أيضاً أنه يمثل وطناً وليس بدوري محلي. فعلى الرغم من أن الحضور الفني والنجومي للعميد المونديالي كان متواضعاً، على غير عادة العميد.. إلا أنني لا أقلل من فوز الفريق الكبير الأهلي المصري، الذي يظل عنواناً مع الأندية السعودية الواجهة المشرفة للكرة العربية سواء على مستوى قاريتهما أو بحضورهم المبهر عالمياً على مستوى أنديتهما أو منتخباتهما.
.. لعلي أريد أن أصل بهذا كله للتوقف مع كلمة ضافية قالها سمو أمير منطقة الرياض في إحدى المناسبات:
إن الإعلام المتزن شريك مهم في التنمية ويعزز الصورة الذهنية المتميزة عن المملكة التي تشهد حراكاً - غير مسبوق - في مختلف المجالات.
.. صورة مع التحية للإعلاميين..
بطل الشتاء
كما كان متوقعاً.. جاءت نتائج مباريات الدور الأول من دوري روشن طبيعية، من حيث الإثارة والندية والمتعة النجومية.. وقد برز (كالعادة) الهلال محققاً الصدارة كأكثر الفرق انتصاراً وبدون خسارة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، متوجاً بهذا لقب (بطل الشتاء) بكل جدارة واستحقاق، عطفاً على حضوره الفني والقوي في جميع مبارياته منها المثيرة والدراماتيكية النتائج كشفت بما يملكه الفريق من إمكانيات عالية تؤكد توافر وبروز الأغلبية العظمى من نجومه المحليين والأجانب وتفوقهم ميدانياً على جميع فرق الدوري، والتي (للأمانة) جاءت ولادة ومتوارثة من جيل إلى جيل تجسد انعكاس المنظومة المتناغمة (إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين) ومنذ أعوام خلت، لامجال فيها للاختلافات - إن وجدت - فهي عادةً بمن يحب الكيان أكثر.
في المقابل جاءت نتائج الفرق الأخرى متفاوتة وعلى طريقة (حبة فوق وأخرى تحت) ولكل منهم يحاول استعادة مكانته - لعل وعسى - يكون الدور الثاني فرصة لظهوره مجدداً للواجهة بمستوى مغاير عن ما قدمه بالنصف الأول بالتأني والتطلع كمنافس على الصدارة، وفرق أخرى تسعى أن تقدم نفسها أيضاً بمواصلة مشوار الركب للهروب من شبح الهبوط والمحاولة بالبقاء بدوري الكبار.
ميسي ورونالدو وسالم
حدث تاريخي (مرتقب) انطلاقته بعد شهرين من الآن تقريباً.. سيعيشه عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم، بدوري مصغر يجمع ميامي بالهلال والنصر يتقدمهم نجوم كروية دولية لها حضور مميز ومشرف بفوز منتخباتهم على صعيد كأس العالم سواء بأهدافهم المسجلة بأسمائهم أو بنيلهم ألقاب شخصية على مستوى قاراتهم، ميسي أمريكياً ورونالدو أوروبياً وسالم الدوسري آسيوياً، وسيتحصل الفريق الأكثر نقاطاً على كأس موسم الرياض، كما أعلنه معالي المستشار تركي آل الشيخ .. ويبقى السؤال: يا ترى من سيكسب الكأس؟ والشعبية الجارفة التي ستحظى بها البطولة والتي ستقام لأول مرة في دولة عربية (لربما) لن تتكرر بإقامتها مرة أخرى؟
آخر المطاف
قالوا..
ليس كل ما في خواطرنا يقال..
وليس كل ما يقال المقصود به فلان.. وليس كل ما نعيشه يستحق دخول بنوايا كاتبه.
.. لنرتقي بأرواحنا ورفقاً بمن حولنا.