إيمان حمود الشمري
لم يدر في خلد الدرعية، تلك المدينة التي كانت صامدة رغم نزفها، أنها سوف تضمد جراحها وتستعيد عافيتها لتزهو كجوهرة في قلب الرياض، فمؤشرات النهضة التي ارتسمت على ملامحها باكراً كانت مقلقلة وجعلتها مطمعاً.
طوت الماضي بشموخ، ونفضت ذكرياتها الحزينة بشجاعة، وقاست القتال وعانت من تدمير المباني وبساتين النخيل في (البجيري) الذي كان يعتبر حياً زراعياً تقليدياً آنذاك... دافع عنها رجالها ببسالة لأنهم كانوا يؤمنون أن الخاتمة البائسة لا تليق بمدينة تشبه بعنفوانها (الدرعية).
(الدرعية) من عاصمة الدولة السعودية الأولى، إلى عاصمة السياحة والبهجة، أحد أهم وأعرق الوجهات السياحة التي حمل اسمها موسماً خاصاً بفعالياتها، وحافظت على طابعها وطرازها التاريخي في العمران والمظهر العام لها، وعززت موقعها سابقًا بنجد والآن تعزز موقعها من جديد بالرياض، ونقلت ذلك الزهو لكل ما يحيط بها، من وادي حنيفة، إلى حي البجيري، إلى حي طريف حتى شمل وادي صفار، إذ كشفت شركة الدرعية خلال حفل (بشاير الدرعية 2023) الإعلان عن وضع حجر الأساس لفنادق عالمية شهيرة، وأكثر من 41 فندقاً من بينها فندق (باب سمحان) الذي سيجمع بين التصميم التراثي النجدي العريق ورفاهية الخدمة، وثراء التجربة الاستثنائية التي تتمتع بإطلالات ساحرة.
كما تم وضع حجر الأساس لنادي الدرعية الملكي للفروسية والبولو، وتعشيب ملعب الغولف الأكبر، ووضع حجر الأساس لأول ثلاثة فنادق عالمية في مشروع وادي صفار، بالإضافة إلى أنه سيتم تصميم دار أوبرا ملكية في الدرعية، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، علماً بأنها ستصمم وفقاً للطراز المعماري النجدي الأصيل.
(بشاير الدرعية) موعداً سنوياً سيتم من خلاله إطلاق المشاريع الجديدة التي تؤكد على أن تلك المدينة الواعدة التي لم تستسلم لجراحها، تقترب من تحقيق إنجاز مخططاتها، دانة حملت بين طياتها تاريخًا عريقًا... سطرت ماضيًا يحكي قصص وروايات من السير والبطولات ولا زالت تحكي لتروي الحاضر... زاهية مثل عروس شامخة في ليلة زفافها تحمل الفرح والفخر والبشائر..