تغريد إبراهيم الطاسان
منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وصولًا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- ارتبط التاريخ السعودي بالعمل الإنساني والإغاثي، حيث احتل مكاناً بارزاً في سياسة المملكة الخارجية، فقد دأبت المملكة على امتداد تاريخها على مد يد العون والمساعدة لكافة الشعوب والمجتمعات والدول المحتاجة والمنكوبة دون أي تمييز يفرق بين دين أو عرق أو بلد، حتى أصبحت هذه الدولة المباركة ولله الحمد محط إعجاب وتقدير المنظمات والهيئات المختصة.
من هذا المنطلق تقدم المملكة مساعداتها الإنسانية عبر العديد من الجهات، ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أهم أذرع السعودية في مساعدة الشعوب والدول المنكوبة، حيث جاء إنشاؤه للدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورةٍ عاجلة، مجسدا بذلك اهتمام القيادة وحرصها على توحيد كافة الجهود في النواحي الإغاثية والإنسانية والتنموية، ليعكس صورة مشرقة لما تقدّمه بلادنا للمجتمع الدولي من جهود كبيرة تسهم في رفع معاناة الإنسان والمحافظة على حياته وكرامته، انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بإغاثة الملهوف والمحافظة على حياة الإنسان.
وتنطلق إستراتيجية المركز الإغاثية من ضرورة سرعة وفعالية الاستجابة لتقديم المساعدات لمستحقيها، وتحت إشراف مباشر ومتابعة وتقييم من فريق مختص محترف، وعبر مجموعة من البرامج المصممة وفق أحدث النماذج العالمية، لكي يكون عمله امتداداً للدور الحيوي الذي لعبته برامج الإغاثة والعون التي تقدمها المملكة للمجتمعات المنكوبة، وذلك لمساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة.
ومنذ إنشائه وعلى امتداد تاريخه الطويل المشرف، يؤدي المركز رسالته الإنسانية السامية بجهود حثيثة ومكثفة من خلال فروعه المنتشرة في معظم دول العالم، وقد تجلّت قيم المركز الإنسانية في مساعدة المنكوبين في العديد من الدول العربية والإسلامية مثل اليمن وفلسطين وسوريا والعراق ولبنان وليبيا وتركيا والمغرب، ولم تقتصر جهود المركز على المحيط الإقليمي، بل امتدت لتشمل دولا أخرى تعاني من الصراعات والكوارث الطبيعية في كافة أنحاء العالم، ومن نشاطات المركز الخيرية والإنسانية المتوالية شاهدناه مؤخراً من تسييره لجسر بحري إغاثي باتجاه المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة ضمن الحملة الشعبية السعودية التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- للوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
كل الشكر والتقدير للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية على جهودهم المباركة في خدمة الشعوب المتضررة في كافة أنحاء العالم، ونقل صورة المملكة المشرِفة لكل شعوب الأرض، والتأكيد على دورها الإنساني، وتوضيح رسالتها في هذا المجال، ووفق الله بلادنا، بقيادة ملكها العظيم وولي عهده الأمين وشعبها المجيد وجعلها ملاذاً لكل قاصد ومكلوم وأدام عليها عزها وأمنها وأمانها واستقرارها، وحماها من كل سوء ومكروه، لتبقى وسنداً وحصناً حصيناً للجميع، بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية.