سلطان مصلح مسلط الحارثي
لعب فريق الهلال منذ بداية هذا الموسم وحتى الآن، 25 مباراة رسمية، لم يخسر أياً منها، حيث يتصدر دوري روشن السعودي، بعد أن لعب 16 جولة، تعادل في مباراتين، وفاز في 14 مباراة، كما لعب في دوري أبطال آسيا 6 مباريات، تعادل في واحدة، وكسب البقية، ليعلن تأهله لدور الـ16 بأكبر عدد من النقاط على مستوى كل المجموعات، وفي كأس الملك، لعب 3 مباريات، كسبها جميعاً، وأعلن تأهله لدور الـ4.
25 مباراة، لعبها الهلال محلياً وقارياً، ولم يستطع أي فريق سعودي أو آسيوي إيقافه، كما أنه وصل حتى الآن لـ 17 فوزاً متتالياً، وهذا العدد الكبير من الانتصارات المتتالية، لا يستطيع تحقيقه أي فريق في العالم، مالم يكن مهيأً ومجهزاً فنياً وبدنياً ولياقياً وطبياً، ويملك جهازاً فنياً مرموقاً، وعدداً من اللاعبين المميزين، ودكة بدلاء تستطيع الرهان عليها، وهذه اجتمعت في الهلال، رغم أنه يلعب بعض مبارياته وهو يعاني من غيابات مؤثرة، ودون لاعب من فئة A، بعد إصابة الأسطورة البرازيلية نيمار، الذي سيغيب حتى نهاية الموسم، ولكن هذا لم يؤثر على الهلال كثيراً، فهو يسير نحو القمة بكل ثقة.
ويبقى السؤال الأهم: من يستطيع إيقاف الهلال؟ وهل هنالك فريق باستطاعته مواجهة الزعيم والانتصار عليه؟ هذا ماصار يسأل عنه معلقو مباريات الهلال، وأصبح «طموح» مشجعي الأندية، فمن يستطيع تحقيق ذلك «الطموح» الذي يعتبر «أمنية» عند جميع جماهير الأندية السعودية المنافسة للهلال, فالأماني والطموحات عند بعض الجماهير الرياضية تقلصت حتى أصبحت خسارة الهلال «طموحاً» يعتبر بمثابة «الإنجاز».
الاتفاق إلى أين؟
ظهر فريق الاتفاق في بداية هذا الموسم بأداء جميل، ومستويات مرتفعة، مع نتائج مميزة، جعلت الوسط الرياضي يرشحه ليكون «خامس» الأندية التي يُتوقع أن يكون مستواها مرتفعاً، خاصة أن التعاقدات الاتفاقية كانت توحي بذلك الشيء، فالاتفاق تعاقد مع عدد من النجوم، يأتي على رأسهم، لاعب الوسط الإنجليزي جوردان هندرسون، والمهاجم الفرنسي موسى ديمبيلي، ولاعب الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم، بقيادة المدرب العالمي ستيفن جيرارد، وقد استطاع أن يحقق فوزين من أمام النصر والحزم، وتعادل مع الخليج، قبل أن يخسر من الهلال في الجولة الرابعة، ولكنه عاد وانتصر في الجولات الثلاث التي تلت مباراته مع الهلال، إلا أنه عاد وخسر من الفتح ومن ثم خسر من الرياض الذي كان يحتل المركز ماقبل الأخير، ليتعادل لاحقاً مع الرائد والفيحاء والاتحاد ويخسر من الأخدود، ومن ثم يتعادل في الجولة الماضية مع الشباب، في مباراة كنا نتوقع أن تكون ذات مستوى رفيع، ولكنها خيبت كل الظنون، وظهر الفريقان بمستويات متدنية.
فريق الاتفاق، الذي بدأ الموسم ببداية جميلة، اليوم يعاني مع فرق ليست في مستواه، ولم تُدعم بنفس دعمه، حيث يحتل المركز الثامن خلف أندية الصندوق والتعاون والفتح وضمك، فماذا يحدث داخل الاتفاق؟ ولماذا تراجع مستواه؟ وكيف تقدمت عليه أندية يفترض أن تكون خلفه بناءً على قيمة اللاعبين الذين يملكهم الاتفاق؟ هذه الأسئلة تحتاج أن يتعمق فيها القريبون من البيت الاتفاقي، لعلهم يعثرون على إجابات تعيد اتي الشرقية إلى جادة الصواب.
البليهي قدوة
حملات خلف حملات، وحروب تتلوها حروب، وضجيج يعتلي منصات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وصراخ وعويل، ومطالبات غير منطقية، وتهييج «ممنهج» ضد الكابتن الخلوق علي البليهي، مدافع فريق الهلال والمنتخب السعودي.
تلك الحملات بدأت بعد مباراة الهلال والنصر في ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2021، أو المباراة التي يُطلق عليها جماهيرياً «غرزة البليهي»، ولكن الملاحظ أن التجاوزات التي وصلت للشخصنة ضد البليهي، زادت عن حدها في الفترة الأخيرة، وبلغ أصحابها مراحل متقدمة من الإساءات، رغم أن البليهي لم يقم بفعل شنيع، بقدر مارأيناه يدافع بصلابة عن مرمى فريقه، فهل جزاء التميز الذي في الأخير يصب في مصلحة منتخبنا السعودي، هو إعلان الحرب ضده؟ ومحاولة تشويهه كمدافع مميز؟
علي البليهي الذي يعيش اليوم في عمر النضوج الكروي، لا يهتم لمثل تلك الحروب، التي يعلم أنها تسعى للتأثير عليه نفسياً، ولكن ألا يعلم أولئك الجهال أن محاربة نجم بقيمة البليهي «المدافع الأول في كرة القدم السعودية» يؤثر على جيل قادم، قد يرى أن مايقدمه البليهي يعتبر خارجاً عن إطار كرة القدم؟ بينما هو في الحقيقة يعتبر «قدوة» ونموذجاً رائعاً، يفترض «الاحتذاء» به من الأجيال القادمة.
ويبقى الرأي الأول والأخير في قيمة وأهمية علي البليهي، مايراه المختصون، وفي مقدمتهم المدربون الذين مروا على فريق الهلال وعلى المنتخب السعودي، إذ لم يستغنِ أي منهم عن خدماته، ووثقوا بقدراته العالية، وأكدوا أنه نجم كبير، كما أن نجم الكرة المصرية واللاعب العالمي الذي احترف في الدوري الإنجليزي والإيطالي أحمد حسام «ميدو»، أكد أنه لو كان مدرباً لتمنى لاعباً بمواصفات علي البليهي.
تحت السطر
- بانتهاء دورة الألعاب السعودية في نسختها الثانية، حقق نادي الهلال 65 ميدالية، 22 ذهبية، و23 فضية، و20 برونزية، وهذا غير مستغرب عن نادٍ مثل الهلال، يهتم بجميع الألعاب التي تمثله.
- أخطاء كوارثية وقع فيها حكم مباراة الهلال والطائي، ولكن مايميز الهلال عن بقية الفرق، هو قدرته على تجاوز أخطاء الحكم، والانتصار على المنافس، بعكس بعض الفرق التي تعجز عن تجاوز أخطاء الحكم، ولذلك تخسر، ويبدأ ضحيجها يعتلي منابر الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
- أمنياتنا لفريق الاتحاد بالتوفيق في كأس العالم للأندية، وتحقيق طموحاتنا في هذه البطولة.