صيغة الشمري
دورات التنمية البشرية التي يقدمها متخصصون تنمي المهارات الحياتية والقدرات المهنية، ونقل الخبرات، حيث يصبح الإنسان قادراً على اكتساب مهارات التواصل، والتفاوض، وحل المشكلات، والكتابة، فضلاً عن فنون الإلقاء، وإدارة الوقت بشكل مثالي. كذلك يمكن بسهولة قياس مخرجات الدورات التدريبية للتأكد من نتائجها الإيجابية لدى الفرد، وهذا ما يندرج تحت مسمى تطوير الكفاءات البشرية.
كثيراً ما يدور الجدل حول فوائد دورات التنمية البشرية، فكثيرون يرون أن دورات مدربي التنمية البشرية وتطوير الذات ما هي إلا وهم كبير يعيش معه البعض ويصدقه، بينما آخرون يقولون إنها علم نافع يقود أصحاب الإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة. للأسف أصبحت أغلب الدورات التدريبة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي إلا كلمات رنانة، لا تستند إلى أدوات علمية، وقد تسبب ضرراً كبيراً وخسائر وخيمة على من يقتدي بها، كما أنه لا يمكن في الوقت ذاته قياس مخرجات هذه المحاضرات، مما يضعها في خانة بعض علوم الطاقة والبرمجة العصبية اللغوية، باعتبارها فرضيات وعبارات منمقة ليس لها تأثير إيجابي على أرض الواقع، وربما تتسبب في تدمير المبدأ القائم على أن النجاح ثمرة العمل الجاد.
ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن المنهج العملي للتنمية البشرية يمكن أن يكون مؤثراً -حال ترك للمتخصصين- وخضعت الدورات إلى رقابة عالية ليستفيد منها المجتمع، ولكن ما يحدث حالياً من (هرج ومرج) على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن نطلق عليه «تنمية بشرية»، إنما هو ملء فراغ لأشخاص ضافت بهم الحياة ووجدوا في الحديث الرنان الفضفاض متكأً للترويح عن النفس، بينما الشخص الذي يقدم المادة نفسه لا يدري ماذا يقول، وإلى أي اتجاه تقوده بوصلة حديثه الفارغ الذي يتكسب من ورائه، دون المراعاة لفائدة الأشخاص الذين يحدقون خلف الشاشات من عدمها، فالمهم عنده هو المكسب المادي بكثرة الضغط على (زر الجرس لمتابعة القناة).
وينبغي أن يكون هناك حرص كبير من أفراد المجتمع على انتقاء المادة العملية السليمة حتى تعم الفائدة، وبالتالي قطع الطريق على مقدمي المحتوى الرديء، خصوصاً أنه أصبح من السهولة بمكان الوصول إلى المادة العلمية ذات القيمة العالية في عصر التكنولوجيا والمعرفة.