«الجزيرة» - محمد العشيوي:
يشهد «موسم الرياض» ليلة غنائية حالمة تشع بالجمال وتكتسي بثوب الشتاء وتأسر الذائقة الفنية، إذ سيتغنى فنان العرب محمد عبده في ليلتين للتاريخ في الـ29 و30 من ديسمبر الجاري، احتفاء باليوبيل الماسي له والبالغ ستين عامًا من العطاء، وستخصص الليلة الأولى بالأوركسترا في حين ستكون الليلة الثانية للأغاني الشعبية.
وستطرح تذاكر الحفلتين للجمهور قريبًا، حسبما أعلنت شركة روتانا عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت الشركة فيديو للإعلان عن الليليتين الطربيتين للاحتفال بفنان العرب، وتضمن مجموعة من المشاهد واللحظات النادرة في مسيرة محمد عبده الفنية الممتدة منذ عقود.
60 عامًا من العطاء الزاخر في تاريخ الأغنية السعودية كرسها محمد عبده في خدمة الأغنية السعودية والعربية، كيف ولا وهو من سخر الغناء بليالي نجد، وغنائه بجميع الألوان التي تمثل فصول السنة، ويتجمل مسك ختام العام الميلادي يصدح صوته في أرجاء المسرح ليتمثل الفن العربي بصوت فنان العرب.
تاريخ الأغنية السعودية ولدت لتكون شاهدة على ما تغنى فيه بأعمال ضخمة لتكون خالدة في الفن العربي، وتتزين الليلتين بأعمال تغنى بها منذ نهاية فترة الخمسينيات الميلادية، وشهدت أغنية «خاصمت من عيني سنين» أولى أعماله الغنائية عطفًا على أغنية «سكة التايهين» التي خلدت للتاريخ بصوته الذي اكتسى بالمشاعر الجياشة في الفن العربي.
وشهدت حقبة الستينيات مرورًا بالسبعينيات تطويره للأغنية السعودية، ليتغنى بالمسارح العربية التي شهدت على جمالية الكلمة واللحن الذي قدمها، في حين تجملت مسارح الفن في المملكة العربية السعودية بشموخ غنائه بالرقي الذي يتفنن فيه فنان العرب.
ويتربع محمد عبده على عرش الأغنية السعودية، في حين تتجمل «الأماكن» في أرجاء المسرح الذي يشهد تاريخًا لا ينسى في ذاكرة الجمهور، ليشهد «موسم الرياض» السعادة والفرحة في نفوس الزوار والسياح لتكون ليلة نهاية العام الميلادي، قصة من قصص الفن في تاريخ الأغنية السعودية.
عند المرور بتجربة فنان العرب تجاه الفن يشير إلى أنه «المسرح» ملعب له مؤكدًا على أنه يغرد خارج السرب، مصطحب المشاعر والإحساس تجاه الأغنية «المكبلهة» التي أسرت كل من يستمع للأغنية القصصية ليتلاعب بالمشاعر المرهفة، ويوثق تاريخًا تليدًا لا ينسى منذ ستة عقود، ويشكل أجمل لقطة ختامًا أن يقول فنان العرب «فوق هام السحب لو كنتي ثرى».