د.عبدالرحيم محمود جاموس
صباح الخير للقابضين فيك على الزناد..
صباح الخير للشهداء والجرحى..
صباح الخير للفاقدين والمفقودين الصابرين المحتسبين أجرهم على الله..
لقد باتت الصورة القادمة اليوم من غزة أبلغ برهان من أي قصيدة أو مقال..
فلا داعي لنسج القصائد فيك ولا تطريز المقالات عنك فالصورة التي تعكس الواقع وتنقله الكاميرات أبلغ من أي قصيدة أو مقال..
ماذا يمكن أن تكتب عن قتل النساء والأطفال واغتيال كل أسباب الحياة..
ماذا تكتب عن سقوط كل القيم لهمجية الاحتلال..
ماذا تكتب عن غزة العزة والشهادة والصمود والتحدي والتصدي للغزاة..
ماذا تكتب عن الأسر الشهيدة بالجملة دون ذنب اقترفته دون خجل أو حياء..
لم يعد الشهداء فيك فقط من المقاتلين في ميدان المعركة..
فقد أصبح كل بيت فيكِ يا غزة ميداناً للمعركة وللصمود وللقتال..
وكل مسجد وكنيسة وكل جامعة ومدرسة هدفاً للحرب المجنونة وللانتقام..
نعم، إنها المواجهة الشاملة قد وقعت بكل الأبعاد..
فرضها التطرف الصهيوني العنصري النازي الفاشي المحتل..
إنه صراع الوجود والبقاء على أرض فلسطين..
أرض المحشر والمنشر، أرض البركة والقداسة والإسراء والفداء..
إنه صراع الحق والحقيقة مع الباطل والدجل والتزوير..
إنه الصراع مع كل قوى الاستكبار والفاشية والاستعمار..
إنه زمن إباحة القتل والدمار فيك يا غزة لأنك رمز العزة والإباء والثورة..
لأنك حاضنة دائماً لروح التمرد والثورة والثوار..
خزان الثورة الذي لا ينضب..
نعم، ذنبك الوحيد أنك منجبة الثوار والأحرار..
ستبقى غزة مصدر الشرف والعز والفخار للأمة، ورمزاً للنضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال..
أنتِ على مرِّ التاريخ مدينة ليست ككل المدن..
فيكِ عشقُ الشهادةِ..
فيك يقبرُ الغزاةُ، ويهزم الطغاة، وينتحر جميع البغاة..
لكِ المجدُ في الأولينَ وفي الآخرين..
لكِ العزةُ والشرف النبيل..
لكِ كل الأوسمة..
لكِ الصبرُ والنصر المبين - بإذن الله..
يرونه بعيداً ونراهُ قريباً وإنا لصادقون...
صباحُ الخيرِ يا غزةَ المجدِ والشرف والشهادة والعزة..