انتصر الهلال وكسب فهد بن نافل الجولة وكل الجولات منذ بداية الموسم وحتى الآن، وقبل أن أذكر تلك الجولات التي انتصر فيها اسمحوا لي بالعودة قليلاً للوراء ولتسألوا من يعرفني عن قرب سيشهد بأني من أكثر المنتقدين للقرارات المتعلقة بكرة القدم في إدارة الأستاذ فهد بن نافل من حيث الاستقطابات سواءً للمدربين أو اللاعبين الأجانب، وهي انتقادات ما زلت مؤمنا بها ومقتنعا بأن هذه الإدارة لها أخطاؤها الكثيرة في هذا الملف.
وعند التعاقد مع مدرب الفريق السيد جيسوس ازددت قناعة بأن هذه الإدارة مستمرة في أخطائها مثل كل موسم لذا أبديت تحفظي الكبير على التعاقد مع هذا المدرب لعدة أسباب أهمها: إنه مدرب غير مستقر مع الأندية التي يتولى الإشراف عليها، كما انه مدرب كثير الصدام مع اللاعبين وبقدومه سيتحول الهلال من فريق الاستحواذ إلى فريق الكرة المباشرة وفي هذه النقطة تحديداً يخضع الأمر فيها إلى التفضيل وأنا مع أن يستمر الهلال كما كان الفريق الأكثر استحواذاً والأكثر سيطرة.
وما إن بدأ الموسم حتى بدأنا نلحظ أن ما نحن متخوفون منه قابل للحدوث في أي لحظة، لا من حيث تذبذب المستوى إلى بعض الصدامات التي بدأت تظهر بين المدرب وبعض اللاعبين من خلال بعض اللقطات التي شاهدناها في الجولات الأولى لهذا الموسم فازداد إيماني بما كنت أظن، إلى أن أتت نقطة التحول ومنها استطاع ابن نافل تحويل البوصلة وأعطى الكثير من رؤساء الأندية درساً في كيفية احتواء الأزمة وقبلها الشجاعة عند المواجهة، وتحمل المسؤولية، فخرج لنا بتلك التغريدة التي انتقدته حينها، ولكن غير المعلوم عند الكثير ولم يكن معلناً هو أن قبل التغريدة كان هناك اجتماع مع المدرب ووضع النقاط على الحروف بشأن حال الفريق معه ليتبدل بعدها الحال إلى حال فانفجر بعدها الهلال.
ماذا تم في هذا الاجتماع وما الذي قيل فيه جعل المدرب العنيد والصارم يتغير حاله وما الذي قالته الإدارة للاعبين مما جعلهم في ظرف ليلة يتحول هذا الشك الذي بدأ يتسلل لدى اللاعبين إلى ثقة وثناء للمدرب منها ما هو معلن وكثيرٌ منه خفي.
من يتابع تصريحات جيسوس بعد رحيله من الهلال وحتى عودته يشعر بأن هذا المدرب مؤمن بأن لديه ما يقدمه لهذا النادي ويرغب بتحقيقه لولا الإقالة التي لا نعلم حتى الآن أسبابها، وتحديداً مع هذه القفزة التاريخية لدورينا بات الدافع عند المدرب أكبر بكثير للعودة، وهذا في ظني أسهم في أن يتنازل عن كثير من معتقداته ويحاول أن يتعلم من أخطائه السابقة ويقرّب اللاعبين منه على ألا تُمس ثوابته، لا أعلم ماذا جرى في تلك الاجتماعات التي عُقدت وتحديداً بعد تعادل الفريق مع ضمك ولكن الذي أعلمه أن الهلال لم يُعد بشكل تدريجي، ولم تتولد الثقة بشكلها الطبيعي بل كل شيء تحول بالكامل في ظرف ليلة، وكأن الإدارة امتلكت عصا سحرية من خلاله تحول الفريق في أول مباراة إلى ذاك الفريق الكاسح المرعب، وأصبحت غرفة الملابس أكثر وئاماً مما كانت عليه سابقاً وبمراحل، مما أنتج عن ذلك أن الفريق متصدر للدوري حتى الآن وبفارق كبير جداً عن أقرب منافسيه، قياساً بعدد المباريات التي لُعبت وبأفضلية ساحقة في أغلب الأرقام، فقد أصبح في الهلال المدرب الأفضل الذي بات المدرب الأكثر تحقيقاً للانتصارات المتتالية في تاريخ النادي والمنظومة الدفاعية الأصلب والمنظومة الهجومية الكاسحة والفريق الأكثر صناعة وغيرها من الأرقام المرعبة في كافة البطولات التي يشارك بها، حتى بات المشجع الهلالي وقبل كل مباراة يخشى أن تُكسر بعض الأرقام الفردية من فرط الثقة بأن الفوز حليف فريقه، من انتقد الفريق سابقاً في بداية الموسم نقده كان في محله فالفريق كان سيئا ومتجها للأسوأ وأغلب الآراء التي طرحت كانت منطقية، وما تغير الآن نتاجه تلك الوقفة من الإدارة لمعالجة الأخطاء التي وقعت خارج الملعب واستدراك السيد جيسوس لبعض الكوارث داخل الملعب لذا خرجت لنا هذه النسخة المرعبة من الهلال.
أخيراً سبق وأن أبديت إعجابي الشديد بميركاتو الهلال لهذا الصيف من خلال جودة الاستقطابات والمعايير، والآن بقرارها الشجاع وتحملها المسؤولية وتصدرها المشهد كسبت رهانها، لذا سواءً حقق الهلال بطولة هذا الموسم أم لم تحقق فعلى صعيد العمل قد يكون هذا الموسم بالنسبة لي هو الأمثل لإدارة ابن نافل من حيث الاختيارات والجودة وأثق بأن لكل مجتهدٍ نصيب.
رسالتي: هناك رؤساء اعتادوا على أن يقفزوا ويتركوا الحبل على القارب خوفاً من الجمهور من خلال إقالة المدرب أو مهاجمته في الإعلام أو تمرير بعض الشائعات للمقربين منهم من الصحفيين لتصل للجماهير، ولكنها أساليب وحيل لم تعُد تنطلي على كثير من الجماهير على الرغم من أنها مازالت موجودة حتى هذا الموسم، من أراد النجاح عليه أن يتحمل المسؤولية ويدافع عن قراراته ولا يبحث عن انتصار وقتي، إن لم تنجح فكن شجاعاً على الأقل!.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer