الهوية هي التي تعرف عن الشخص، شكله واسمه وعمره وغيرها من الأشياء التي تميزه وهي أيضاً (تعريفاً): مجموعة سمات تميز شخصاً عن آخر أو شيئاً أو مجموعة عن غيرهم، كل منهم يحمل مجموعة من الصفات التي تصنع له طابعاً خاصاً به.
وهذا ما ألهم الفنانة التشكيلية سمر الحريّص لتبدأ معارضها الشخصية وتنقل تجربتها بهذا العنوان (هوية) حيث أقامت معرضها الشخصي الأول بذات العنوان لتعلن منه انطلاقتها الفنية من خلال المعارض الشخصية وتنقل تجاربها الفنية بتسلسل مكتمل وهوية فنية تمثلها وتنقل أحاسيسها بأعمال مميزة نتجت عن خبرة وتجارب على مدى سنين من عمرها ولتكون هي التجارب الناضجة المتكاملة بين هوية الأول وهوية الثاني.
وما بين الهويتين ما يقارب السنتين إلا قليلاً حيث كان معرضها الشخصي الأول بشهر يناير عام 2022م.
افتتحت الفنانة التشكيلية سمر الحريّص معرضها الشخصي الثاني في جاليري إيقاع الفن بمدينة الرياض الثلاثاء الماضي بحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين والمثقفين.
وتضمن المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تشكل تجربة جديدة متكاملة للفنانة التشكيلية سمر الحريّص لتشكل تسلسلاً بصرياً إنسيابياً من خلال تمحور الأعمال بذات الموضوع الرئيسي وذات الأسلوب والهوية حيث جمعت في أعمالها بين الانطباعية والتجريدية بخطوط حادة وطبقات لونية متكاملة لتصل بإحساس أرادت إيصاله من خلال هذه التجربة.
وتضمنت الأعمال مفردات تراثية وأخرى معمارية من البيئة السعودية حيث استطاعت الحريص بهذا المعرض الدمج بين الأصالة من خلال إيضاح الموروث الوطني والهوية السعودية في أعمالها وبين المعاصرة من خلال الأسلوب الفني وإخراج العمل وهذا ما يضع أعمالها بمكانة أخرى تضيف نجاحاً جديداً لفنان سعودي محترف يثري الحركة التشكيلية السعودية ويكمل مسيرة بدأتها أجيال ممن أسس وأكمل مسيرة الفن التشكيلي السعودي.
وهذا ما يميز المعارض الشخصية بأن يعرض من خلالها الفنان التشكيلي تجربة متكاملة مبنية على موضوع موحد أو مواضيع مترابطة لتكون كرواية يستمتع المتلقي بالتنقل بين صفحاتها بسلاسة من بدايتها إلى نهايتها من خلال حبكة فنية يضعها الفنان التشكيلي لتشوق المتلقي لإكمال كل أعمال هذا المعرض دون توقف أو انقطاع بصري بينها.
وهذا النوع من المعارض من رأيي الشخصي هو أشبه ببحث يقدمه الفنان التشكيلي ليوثق مرحلة من مراحل مسيرته كما يوثق الأكاديمي أبحاثه التي ترفع من درجته الأكاديمية.
ونجاح الفنان التشكيلي يلاحظ من خلال تستسل تلك التجارب والمسيرة والتطور من حيث استمرارية الفنان بالبحث والتعلم طوال مسيرته ليستطيع ترجمة أفكاره الإبداعية بمقياس فني عالمي وليضع بصمته في هذه النهضة الفنية الثقافية التي تشهدها المملكة وهذا ما نجده في وقتنا الحالي لدى العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين مما يسهم في الاستدامة الفنية ونقل التجارب من جيل إلى جيل ليستمر الفنان في عطائه ويستمر الفن بمراحل متنوعة من جيل إلى جيل.