سارا القرني
معرض EXPO هو حدث عالمي تجتمع فيه الدول من مختلف أنحاء العالم لعرض إنجازاتها وابتكاراتها في مجالات عديدة، ويعد هذا المعرض من جملة المناسبات الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة وتعزيز التقدم التكنولوجي والاقتصادي.
تعود جذور معرض EXPO إلى القرن التاسع عشر، حيث أُقيم أول معرض في لندن عام 1851م، ومنذ ذلك الحين أصبح المعرض تجربة دولية تستمر لفترة محدودة وتحظى بمشاركة الدول المختلفة. وقد تم تحويل الرؤية الأصلية للمعرض في عام 1928 ليكون فعالية عالمية تُعقَد كل خمس سنوات.
تُنظم الدول معرض EXPO بعد تقديمها عطاءً ناجحاً رسمياً لمنظمة المعرض الدولي، وتتأثر فائدة الدول اقتصادياً وتجارياً وتكنولوجياً من المعرض، من الناحية الاقتصادية، تتزايد السياحة والاستثمارات والتبادل التجاري أثناء فترة المعرض، مما يعزز الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى ذلك، تمنح الدول فرصة لعرض منتجاتها وخدماتها وجذب العملاء الدوليين والعملاء المحليين، مما يساهم في تعزيز التجارة وزيادة الفرص التجارية.
من الناحية التقنية، يعد معرض EXPO منصة لعرض التقنيات والابتكارات الجديدة، يعرض المشاركون أحدث الابتكارات في مجالات مثل الطاقة المستدامة والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الذكية والتكنولوجيا الزراعية والتجارة الإلكترونية والتصنيع الذكي، ويساعد المعرض في نقل التكنولوجيا والمعرفة وتشجيع التعاون الدولي في هذه القطاعات المهمة.
وعلى الرغم من أن الفوز بتنظيم المعرض لا يعني بالضرورة قوة سياسية أو اقتصادية، إلا أن منظمة المعرض الدولي لها معايير صارمة يجب تلبيتها للفوز بتنظيم المعرض. فالدولة المضيفة يجب أن تكون قادرة على توفير التمويل والبنية التحتية اللازمة والعمل على تنظيم وتنفيذ فعاليات المعرض.
باختصار.. يُعد المعرض حدثاً هاماً يمكن أن يسهم في تعزيز اقتصاد الدولة المضيفة وتطوير الصناعات وتعزيز التعاون التقني والتجاري بين الدول المشاركة، لأنه فرصة للتواصل والتعاون والتعرف على أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجموعة متنوعة من المجالات.
عُرِفَ المعرض بتقديم العديد من الأفكار الرائعة والابتكارات التي تعزز التقدم التكنولوجي وتسهم في حل بعض التحديات العالمية، وواحدة من أعظم الأفكار التي خرجت من المعرض كانت عام 1876م في معرض فينسيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
حيث تم تقديم فكرة الهاتف للمرة الأولى بواسطة العالم الأمريكي ألكسندر غراهام بيل، قدّم بيل أجهزة الهاتف العاملة بشكل مرضٍ لأول مرة في هذا المعرض وأدهش الحاضرين بإمكانية التواصل عبر مسافات بعيدة بواسطة الصوت.
فكرة الهاتف التي تم تقديمها في هذا المعرض كان لها تأثيرٌ ضخمٌ في التاريخ، إذ أصبح الهاتف واحداً من أهم وسائل الاتصال في العالم اليوم، لقد غيّرت هذه الفكرة الحياة اليومية وطريقة تفاعلنا مع العالم، وتطورت التقنية مع مرور الوقت لتشمل العديد من الميزات والتطبيقات التي تسهّل الاتصال والتواصل على نحو أكبر.
استغرق الهاتف بعض الوقت ليصبح شائعاً ومتاحاً للجمهور، لكن فكرة بيل ساهمت بدفع التقنية الهاتفية نحو التطور والتبني العالمي. واليوم، يُعتبر الهاتف جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية ولا يمكننا تصور العالم بدونه، لذا يمكننا القول إن فكرة الهاتف التي تم تقديمها في المعرض عام 1876م كانت واحدة من أعظم الأفكار التي خرجت من المعرض وأثرت بشكل كبير على العالم، ونحن بانتظار ما سيخدم العالم في EXPO 2030م.