د.خالد بن عبدالعزيز الشريدة
هنا قاعدة جامعة.. لفهم ما يجري في واقعنا الاجتماعي.. من منح ومنع وخير وشر ونبل ولؤم وكرم وبخل!!
وهذه المعاني تتمثل في هذا التدبر.. في قوله تعالى: {وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}.
لماذا كانوا أحق بها وأهلها؟
أي التقوى وكلمة التوحيد من غيرهم!!
القاعدة الكبرى.. هي:
أنّه حينما نستحق الأشياء.. سيمنحها الله لنا.
وحينما نكون أقلّ من قدرها ونبل معانيها.. نُحرم إيّاها.
تأمل:
{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.. ما في القلوب يستمطر رحمات علام الغيوب.
التقوى.. معنى رباني عظيم.. يمنّ الله به على من يستحقه!!
الهداية معنى عظيم: {مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي}.
وهذا المعنى العظيم يهدي الله إليه من يبحث عنه: {اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ}.
الهداية.. لا تمنح لغافل أو متساهل!!
النصر معنى كبير.. لكنه لا يُمنح إلا لمن قام بشروطه ومعانيه {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.
وهكذا.. كل معاني الفضيلة.. والآفاق النبيلة.. والآثار الحميدة.
وتأمل قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ}.
لكنه سبحانه.. علم أنّهم يرفضون الحق .. فلم يستحقوا نيله!!
فكانت النتيجة.. أن منعهم من الاستماع له؛ لأنّهم لم ولا يستحقون جلال معانيه.
وهكذا الإنسان .. حينما يكون صادًّا عن الحق.. متمرسًا للباطل.. فهذه علامة.. بأنّه: (مصدود عن الهدى) ومحروم من الهداية.. لعدم استحقاقه لها..!!
إذًا.. معاني الحق والخير والبر والأمن والأمان والإيمان.. تحضر وتغيب.. وفق أقدار الله الماضية في الحياة.
وعلى هذا فالقاعدة أن هناك (سببًا.. ونتيجة)!!
وهذه قاعدة.. بل وأصل أصيل مهم.. في ولمن يختص بعلوم التربية والاجتماع الإنساني.
هناك من يُحرم من البر والصلة والبذل والعطاء مثلاً.. ويظنّ أنه هو الذي على الصواب..!!
وما علم أن ذلك هو حرمان له من ربه.. لأنّه ليس أهلاً للقيام بذلك.
وربما لو كان فيه وصل ظاهر (لمصالحه) لأصبح مصدر قلق لهذا الوصل والاتصال.
ومثل هذه المعاني مليئة في كتاب الله وسنة رسول الله.. وتأملّها وتدبّرها والوقوف عندها.. سيثري حياتنا بالفهم السليم لطبيعة الشخصيات والوقائع والأفعال والتفاعل الاجتماعي في مختلف شؤون حياتنا.
والخلاصة:
(لا تخف.. بل ثق.. بأنه سيأتيك من ربك ما تستحق).
**
- جامعة القصيم