عبد العزيز الهدلق
بعد فوز الهلال على ملاحقه على صدارة دوري روشن النصر 3/ 0 وتوسيعه الفارق بينهما إلى سبع نقاط ارتفعت أصوات متعددة متسائلة باستغراب ما فائدة خطوة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة الكبرى إذا كان الهلال ما زال في المقدمة ويهزم الفرق المنافسة الواحد تلو الآخر، ويوسع الفارق بمثل هذا العدد الكبير من النقاط.!؟
هذا التساؤل للأسف ليس مصدره مشجع أو مدرج، بل ظهر في وسائل الإعلام وفي بعض البرامج الرياضية التلفزيونية!! مما يعني أنه صدر من إعلاميين يفترض أن يكونوا على مستوى عالٍ من الوعي والإدراك، لدور الصندوق، ولأهداف الاستحواذ.
فالصندوق لم يستحوذ على الأندية الكبرى ليسقط ناديا. ولا ليغير خريطة المنافسة. فهذا ليس هدف الصندوق لتنتظروا سقوط الهلال بعد الاستحواذ، ولا لتنتظروا تغير خريطة المنافسة بالطريقة التي تتوقعونها. فالاستحواذ له أهداف كبرى سامية، منها دعم الرياضة السعودية، والانتقال إلى مرحلة الخصخصة، التي هي أحد أهداف رؤية المملكة 2030، وكذلك تفعيل الاستثمار الرياضي، من خلال النماذج الكبرى للأندية السعودية.
ونادي الهلال هو أحد الأندية التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة، وإذا نال أي نادٍ من الأندية الأخرى دعماً، فالهلال سينال مثله، ولن يكون هناك تفضيل لناد دون آخر، وسيكون الفيصل بين الأندية هو نوعية العمل الإداري الذي تقدمه إدارة كل ناد. أما الصندوق فدوره إشرافي ولا يتدخل في عمل إدارات شركات الأندية، ولا يمكن أن يعامل ناديا معينا معاملة تفضيلية بشكل مختلف عن البقية.
ومعلوم أن فريق الهلال هو زعيم الكرة في آسيا، وهو وصيف أندية العالم، وبالتالي فإن الدعم اللا محدود الذي سيجده من صندوق الاستثمارات العامة كالأندية الأخرى سيجعله أفضل وأقوى، مثلما نراه اليوم. وقد شاهد الجميع منذ فترة الاستعداد الصيف الماضي، كيف كانت تحركات الإدارة الهلالية، وكيف كانت استقطابات العناصر الأجنبية، وما النوعيات التي تم اختيارها من اللاعبين، وما المراكز التي تم دعمها بعناصر أجنبية؟ وحتى الاستقطابات المحلية، جميعها كانت مدروسة بعناية. وحتى المدرب تم اختياره بعناية كبيرة ودقة لا متناهية. لذلك من الطبيعي أن يظهر الهلال بمثل ما ظهر به هذا الموسم من مستوى كبير، ومتطور.
لذلك على الذين انتظروا سقوط الهلال بعد استحواذ الصندوق، أو انتظروا انقلاب خريطة المنافسة أن يعيدوا حساباتهم، وأن يعيدوا قراءة أهداف الخصخصة والاستثمار الرياضي التي أعلنت قبل انطلاق الموسم الرياضي الحالي. فهذه الأهداف بعيدة كل البعد عما يفكرون فيه أو ما يدور في أذهانهم. فهي أبعد وأعمق وأسمى.
زوايا
** مباراة الهلال والنصر كشفت القدرات الحقيقية لمدربي الفريقين. وأكدت أن خيسوس معلم كبير.
** فارق كبير بين مباراة الهلال والنصر في الدوري ومباراتهما في البطولة العربية، فالهلال تطور كثيراً فيما بقي النصر كما هو، وكما رآه الجميع في الحوية.
** في البطولة العربية لم يكن ميتروفيتش موجوداً مع الهلال ولا ياسين بونو. هنا الفرق.
** أكثر من أربعين قناة رياضية أجنبية نقلت وتابعت مباراة الهلال والنصر.
** حسب آراء كل المحللين التحكيميين لم تشهد مباراة الهلال والنصر سوى خطأ تحكيمي واحد مؤثر وهو عدم احتساب ضربة جزاء لميشيل د. 20 بعد تلقيه ضربة باليد في وجهه من مدافع النصر لابورت.
** فوز الهلال على النصر في 1 ديسمبر 2023 سيخلده التاريخ الرياضي السعودي كونه جاء في آخر مباراة تقام في ستاد الملك فهد الدولي قبل إغلاقه للتطوير.
** ما تعرض له الهلال من ضغط في الجدولة المحلية والآسيوية لم يكن منطقياً، فقد فرض عليه أن يلعب قبل الديربي مباراتين خارج أرضه واحدة في القصيم والأخرى في أوزبكستان في حين كان المنافس يلعب جميع مبارياته في الرياض، وتمتع براحة أطول بـ24 ساعة من الهلال. ومع ذلك تجاوز الهلال هذه العقبة.
** الفارق بين جمهور النصر القديم، والجديد من الشباب دون الثلاثين عاما، أن هذا الأخير خرج من دائرة الاستلاب الفكري، وسيطرة الفكر الأحادي المتوارث منذ عقود، فالجيل الجديد أكثر وعياً بحكم انفتاحه ومتابعته للدوريات العالمية، وليس بحاجة لمن يلقنه أو يملي عليه. فهو قادر على إبداء رأيه الفني السليم في أداء الفريق، وأداء اللاعبين، وأداء الحكام. وبالتالي لا يمكن أن ينقاد خلف مجموعات التعصب التي تغيّب عقول المشجعين، وتطلب منهم المشي وراءها بلا وعي. وترديد ما تقوله حتى ولو كان مخالفاً للواقع.
** مشاركة فريق النصر في البطولة الودية باليابان قبل بدء الدوري بدأت آثارها تظهر على الفريق بالإرهاق، وستظهر مستقبلاً بشكل أكبر في المباريات القادمة. وقد كانت تلك المشاركة غلطة إدارية وفنية كبيرة تتحملها الإدارة والمدرب.