إيمان حمود الشمري
لفتة جميلة من كلية الإعلام والاتصال وعميدها سمو الأمير الدكتور سعد آل سعود، وطلابه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بتكريم معالي الشيخ جميل الحجيلان، أول وزير إعلام سعودي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وتشريف معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، ونخبة من المسؤوليين والإعلاميين والمختصين.
حفل مبهج تناول سيرة معالي الحجيلان واحتفى بمسيرة حياته وأهم المحطات فيها، إذ تقلد عدة مناصب، وجال في أروقة الدبلوماسية والإعلام، والحقائب الوزارية، شخصية تركت بصمة واضحة وخدمت الوطن وشرفته بالمحافل، تستحق وقفة التقدير تلك، ولفتني هذا التكريم تحديداً أنه جاء بحياته ليكون شاهداً وحاضراً معنا، لا كما يحدث عند البعض عندما يذكرون القامات ويكرمونهم بعد أن يغادروا عالمنا.
ابتدأ عمله كمترجم للملك المؤسس عبدالعزيز وهوشاب في السادسة والعشرين من عمره، واستمر في خدمة الوطن ليشهد أكثر من عهد ويعاصر أكثر من ملك.
شخص انطبعت الدبلوماسية في تصرفاته وسلوكياته، ولازال يحمل آثارها في سماته، إذ أنه أثناء حفل التكريم لم يتوانَ عن صعود المسرح لإلقاء كلمته وهو في التسعينيات من عمره حفظه الله، رغم أنهم اقترحوا عليه أن يلقي الكلمة من مكانه، ولكن لأنه اعتاد الاحترام والالتزام، آثر أن يصعد على المسرح ويترك عصاه التي يتوكأ عليها ليتكىء على إنجازاته ويلتقي وجهاً لوجه بهذا الجمهور الذي يكن له كل الإعجاب والتقدير... يصدمك في تواضعه بالخطاب، إذ شكر فيه القائمين على الحفل وذكر أن هناك من هو أحق منه بهذا التكريم’ رقي ووقار لا نراه في تزاحم المناصب، وإنما في اجتماع الأخلاقيات التي ترى المناصب مهام ومسؤوليات لا مجرد بريق يضيف لمعاناً لأسمائهم.
تناول الحفل جلسة ندوة تكريم، تحدث فيها عميد الصحفيين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد الملك، ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام والدبلوماسي السابق عن أهم محطات حياته، كما تم توزيع كتاب من إصدار صحيفة الجزيرة يتناول الكثير من التفاصيل عن سيرة الحجيلان.
فكل الشكر لكلية الإعلام والاتصال وعميدها، وكل الشكر لمعالي رئيس الجامعة الدكتور أحمد بن سالم العمري على هذا التكريم التاريخي المحفز، الذي يلهم الجيل الجديد ببذل المزيد ووضع بصماته، كي يشهد يوماً ما على تكريمه وإنجازاته كما شهدها معالي الأستاذ جميل الحجيلان.