أحمد المغلوث
منذ بداية التوحيد والتأسيس والمملكة يومًا بعد يوم تسارع الخطى في طريق التقدم والتطور، ومع اكتشاف النفط في الثلاثينات الميلادية اتجه المئات من أبناء الأحساء بحكم قربها من مناطق البحث والإنتاج والتصدير للعمل في شركة النفط.. وما هي إلا سنوات قليلة فإذا بالآلاف يقبلون على العمل وفي مختلف قطاعات وخدمات الشركة، فبات عمال الشركة نسبة كبيرة منهم من المواطنين والذين كان بعضهم من أهلنا البدو، وبعضهم جاء من مناطق بعيدة من الشمال والجنوب والغرب ليساهموا جميعًا في تنمية وتطوير مختلف خدمات. الشركة أرامكو بعدما التحق جلهم في دورات تأهلية ساهمت في تعليمهم وتدريبهم بصورة دقيقة، وكما هو معروف أن المملكة هي امتداد تاريخي لجزيرة العرب والتي عرفت ثلاثة أنواع معيشية متميزة ولكنها تشكل نسيجاً واحداً البداوة، والريف، والمدن، ومع مرور القرون تداخلت هذه الأنواع أو الأنماط لتشكل في عصرنا الحاضر لوحة فسيفساء متنوعة لكنها لوحة واحدة اعتمدت مكوناتها على علاقات وتصاهر وحتى خلافات وتحديات لكنها تعود إلى الانصهار من جديد في وحدة واحدة ضمن هذه اللوحة، ومع تضاعف دخل المملكة من خلال صادراتها من النفط، وكذلك من خلال موارد عديدة، ومعادن ثمينة ساهمت جميعها في ازدياد وتضاعف دخل المملكة عامًا بعد عام لتصبح بلادنا في هذا العهد المشرق كل يوم بالخير، هذا الخير المبارك بفضل الله مع ميزانية سنوية تتضاعف عاماً بعد عام، ومع مختلف العهود أخذت المدن الصغيرة والقرى حتى الهجر والمراكز وفي مختلف المناطق والمحافظات تتطور وتتزايد وتتسع مساحاتها مئات الكيلومترات وأكثر، وراحت المدن الكبيرة تبتلع مدنًا صغيرة وتحتويها على حساب القرى، وزحفت المدن التي تقع بالقرب من السواحل الشرقية أو الغربية تشهد تطوراً مبهراً، الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد سكانها وارتفاع أسعار أراضيها، وأخذت مدن صناعية وشركات إنتاج واستثمار تجد لها مكانًا في مختلف المدن، الأمر الذي جعل مدنًا كثيرة باتت تعاني من ظاهرة الازدحام والعزقة المرورية بصورة واضحة في الكثير من المدن الرئيسة كالرياض وجدة ومكة المكرمة والدمام والأحساء. هذه المؤشرات والمعطيات تؤكد لنا ولغيرنا حجم ما وصلت إليه المملكة من مكانة لا على المستوى المحلي والعربي والإسلامي وإنما على مستوى العالم وبالتالي أوصلها ذلك وأكثر من ذلك إلى أن تكون إحدى دول G20 والمؤثرة تأثيراً فاعلاً ومهماً، هذا التأير جعلها تحقق الحلم الذي كان يراود الوطن قيادة وشعبا بتنظيم «معرض إكسبو 2030» تحقق ذلك من خلال فوز ساحق ومستحق، ولاشك أن وراء هذا الفوز المدهش جهود مختلفة اشترك فيها الوطن وقيادته الملهمة ككل وبإنجازاته المختلفة التي تحققت في بلادنا واقنعت الذين صوتوا لصالح السعودية بأنها الأجدر لتنظيم هذا المعرض العالمي والذي كنا ونحن صغار وكبار نقرأ عن تاريخه والذي بدأ عام 1867م في لندن كنا نتابع أخباره في الصحف المحلية قبل أن تصلنا تقنية التلفزيون ونشاهد فعالياته في الدول التي استضافته ونظمته، واليوم والوطن بدأ في الإعداد لهذا المعرض نأمل أن تعلن الجهة المنظمة له عن مسابقات لتقديم أفكار مناسبة لتنفيذها ومن مختلف المناطق فربما تأتي أفكار نيرة وخلاقة وبعدها تدرس هذه الأفكار وينفذ المتميز منها ومنذ بداية تنظيم إكسبو في القرن الـ18م حققت الأفكار والمقترحات نجاحاً باهراً ومردوداً مالياً كبيراً حتى اليوم لأصحابها وللدول التي نظمت إكسبو العالمي ومنذ البداية فهل نفعل..